اسماء الله الحسني
اسماء الله الحسني واسرارها ( اللطيف جل جلاله )
اسماء الله الحسني ( اللطيف جل جلاله )
الله لطيف في ذاته ، وصفاته ، وافعاله ، فسبحان من لا يعلم ذاته إلا ذاته ، وسبحان من لم يحط بصفاته إلا هو ، ولا يعرف كنه أفعاله واسرارها احد سواه .
يقول الله عز وجل : { لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وهو اللطيف الخبير } اي : لا تراه الأعين المبصرة ولا البصائر النيرة ، فلابصار : جمع بصر ، والبصر : حاسة الإبصار ، وهي نوعان : حسية ومعنوية ، فالحسية : هي العين ، والمعنوية : هي القلب ،
فالعين لا تراه ؛ لأنه ليس كمثله شئ ، والقلب لا يراه ؛ لأنه فوق تصوره ، ولكن يشعر بآثاره فيحكم بوجوده ، ويشعر بأفتقاره إليه ، ويشهد بجلاله وجماله وكماله بمقتضي فطرته التي فطره عليها ؛ فهو اللطيف الذي احتجب بقوة ظهوره عن جميع خلقه .
وهذا هو المعني الاول من معاني اللطيف : يقال : لطف الشئ أي : خفي ودق واستتر .
فنقول : الإدراك إنما يكون بالعقل او بالحس أو بهما معا .
اما العقل فإنه يتصور الاشياء التي لها وجود في الخارج فيصدق ما يدركه أو يكذبه ، وتصوره لها يكون علي نحو ما ، والحواس تدرك الماديات إدراكا يزيل الخفاء ويرفع الاشكال الي حد ما ، فكيف يدرك العقل والحس ذاتا ليست كالذوات ؟!!! وصفات ليست كالصفات ؟! وافعالا لا يتصور العقل ولا الحس كنهها ، ولا يحيط بأسرارها وآثارها ، وابعادها ومقاديرها ؟! الي غير ذلك مما يطول أمده ولا يحصي عدده .
اما العقل فإنه يتصور الاشياء التي لها وجود في الخارج فيصدق ما يدركه أو يكذبه ، وتصوره لها يكون علي نحو ما ، والحواس تدرك الماديات إدراكا يزيل الخفاء ويرفع الاشكال الي حد ما ، فكيف يدرك العقل والحس ذاتا ليست كالذوات ؟!!! وصفات ليست كالصفات ؟! وافعالا لا يتصور العقل ولا الحس كنهها ، ولا يحيط بأسرارها وآثارها ، وابعادها ومقاديرها ؟! الي غير ذلك مما يطول أمده ولا يحصي عدده .
فالله إذن لطيف بمعني : أنه جل شانه قد أحتجب عن جميع خلقه بقوة ظهوره وبنوره الذي عم الوجود كله .
{ الله نور السموات والارض } فكل من في السموات والارض مغمورون بنوره ، فكيف يرونه بابصارهم أو ببصائرهم في الدنيا ، ولكن المؤمنين منهم يرونه في الآخرة من غير آلة ولا جهة ولا بعد معين .
والله وحده هو الذي يعلم كيف يرونه حين يتجلي عليهم بنوره فينسون حين يرونه نعيم الجنة ؛ لأن نعيم الرؤية اسمي وأجل .
والمعني الثاني من معاني اللطيف :
إن الانسان محصور في حدود نفسه ودائرة ارضه ، لا يعلم من امره شيئا إلا إذا علمه الله ؛ فعلمه محدود وعلم الله بلا حدود .
إن الانسان محصور في حدود نفسه ودائرة ارضه ، لا يعلم من امره شيئا إلا إذا علمه الله ؛ فعلمه محدود وعلم الله بلا حدود .
وهذا المعني يحمله قوله تعالي في سورة لقمان : { يابني إنها إن تك مثقال حبة من خردل فتكن في صخرة أو في السموات او في الارض يات بها الله إن الله لطيف خبير }
والمعني الثالث لهذا الاسم العظيم : هو اللطيف بعباده ؛ فقد اسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة ، وأفاض عليهم من واسع رحمته ما لا يعلمونه علي الوجه الذي يستطيعون شكره عليه كما ينبغي .
وهذا المعني يفصح عنه قوله تعالي : { الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز } .
وهذا المعني يفصح عنه قوله تعالي : { الله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز } .
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا