اسماء الله الحسني
اسماء الله الحسني واسرارها ( المحيي المميت )
اسماء الله الحسني واسرارها
( المحيي المميت )
الحياة والموت لهما في القرآن تحليل يختلف عن تحليل الفلاسفة الذين اختلفوا فيما بينهم علي حقيقة كل منهما اختلافا كثيرا ، لا مبرر له ولا طائل تحته ، فلنضرب عنه صفحا ، ونأخذ في بيان ما جاء في القرآن الكريم
يخبرنا الله تبارك وتعالي أن الموت مخلوق وأن الحياة مخلوقة أيضا فيقول جل وعلا : { تبارك الذي بيده الملك وهو علي كل شئ قدير * الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا وهو العزيز الغفور } .
وهذا يدل علي أن الموت ظاهرة تنشأ بعد عدم ؛ كما يقتضيه لفظ الخلق ، وهو الإيجاد والابتكار . والحياة : ظاهرة تنشأ بعد الموت بدليل تقديمه عليها في الآية .
فقد كان الله ولا شئ معه ، فخلق الخلق من العدم ، وكتب الموت علي كل كائن حي ، فظل في دائرة الموت حتي دبت فيه الحياة بقدرة الله عز وجل ، فكان تقديمه عليها في الآية مقصودا لبيان هذا الترتيب .
وخذ مثلا من قصة إبراهيم عليه السلام - فقد ملك عليه امر الإحياء والإماتة شغاف قلبه ، وأخذ منه العجب كل مأخذ ، فسأل ربه أن يريه كيف يحيي الموتى ، فأراه الظاهرة ولم يره الكيفية ؛ إذ لا طاقة له علي تصورها فضلا عن تتبعها .
قال جل شأنه : { وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحي الموتي قال أولم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك ثم اجعل علي كل جبل منهن جزءا ثم ادعهن يأتينك سعيا واعلم أن الله عزيز حكيم } .
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا