اسماء الله الحسني
اسماء الله الحسني واسرارها ( الحليم جل جلاله )
أسماء الله الحسني واسرارها
( الحليم جل جلاله )
الحليم بالنسبة للبشر هو : كظم الغيظ ، وضبط النفس عند الغضب وحملها علي العفو والصفح ، وصرفها عن التفكير في الانتقام ممن أساء ، ودرء السيئة بالحسنة
، واحتمال المكروه في تصبر وجلد ، والتماس العذر ، والتبسط في الحديث ، والبشاشة في الوجه
هذا هو الحلم بالنسبة للبشر في اسمي مظاهره ، وارقي معانيه ، وهو أحسن ما يتعامل به الناس فيما بينهم ؛ فبه يتعارفون ، وبه يتحابون ويتآلفون .
وهذا الحلم الذي وصفناه ذرة من بحار حلم الله علي عباده
ونحن عاجزون لا محالة عن ادراك كنهه ومعرفة اسراره وآثاره ، وذلك لامرين
الاول : قصور العقول عن إدراك الجلال والجمال ، والكمال في اسمائه الحسني علي الحقيقة .
وإن كان هناك إدراك لمعانيها ، فإنما هو علي قدر نور بصائرنا وسلامة قلوبنا .
والثاني : ان اسماء الله الحسني متداخلة متلازمة ، كل اسم له مع غيره صلة وثيقة ، فهي كل لا يتجزأ.
وقد علمنا ان الله واحد في ذاته وصفاته وافعاله .
ومن هنا صعب علينا ان نجعل لكل اسم من الاسماء معني يخصه ولا يتعداه الي غيره .
فقد يقال : ما الفرق بين الحليم والرحيم ، والرؤوف ، والعفو ، والغفور والبر ، والتواب ،
ومن هنا صعب علينا ان نجعل لكل اسم من الاسماء معني يخصه ولا يتعداه الي غيره .
فقد يقال : ما الفرق بين الحليم والرحيم ، والرؤوف ، والعفو ، والغفور والبر ، والتواب ،
واللطيف ، والكريم ؟
فنحاول جادين ان نلتمس الفرق هنا وهناك ، ومع ذلك يبقي القاسم المشترك بين هذه الاسماء وغيرها من اسماء الله الحسني قائما يتحدي الراسخون في العلم ، فلا يسعهم إلا ان يقولوا كما قالت الملائكة : { سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك انت العليم الحكيم }
وان حاولنا ان نلتمس الفرق بين هذه الاسماء المتشابهه واجهتنا مسالة اخري لا تقل
اهمية عن هذه المسالة ، وهي التوفيق بين الاسماء التي تبدو لغير المتأمل انها متضادة ، كالحليم والمنتقم ؛ فإن الحلم ينافي الانتقام عند من لا علم له بحقيقة الاسماء الحسني .
ولكن نجد ان حلم الله علي عباده وصف يشمل بعمومه جميع الاسماء التي فيها معاني اللطف والرحمة والرأفة والعفو والبر .
فهو سبحانه يمهل عباده بعد إنذارهم بانتقامه منهم بسبب ذنوبهم ليتوبوا ، فإن تابوا قبل توبتهم وعفا عنهم وبدل سيئاتهم حسنات ، وإن عادوا الي الذنب أمهلهم أيضا ، فإن تابوا قبلهم وغفر لهم ، ولا يزال جل شانه يمهل عباده ليتوبوا ، ولا يغلق باب التوبة عنهم أبدا ما داموا يخلصون له فيها .
{ وإني لغفار لمن تاب وءامن وعمل صالحا ثم اهتدي }
ومن حلمه علي عباده انه هو الذي يمن عليهم بالتوبة ويوفقهم اليها وهي نعمة من نعمه الكبري علي عباده ، فأي حلم هذا ، وكيف نستطيع ان ندرك أبعاده وهو لا يحد بحد
ومن حلمه بعباده انه يرزق الكافر من رحمته الواسعة وفضله العظيم وهو علي ما هو عليه ، فلا يقطع عنه المدد ولا يمنع عنه الرفد والعطاء .
ومن حلمه بعباده انه يرزق الكافر من رحمته الواسعة وفضله العظيم وهو علي ما هو عليه ، فلا يقطع عنه المدد ولا يمنع عنه الرفد والعطاء .
{ ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك علي ظهرها من دابة ولكن يؤاخرهم الي اجل مسمي فإذا جاء اجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا }
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا