اسماء الله الحسنيموضوعات معاصرة
اسماء الله الحسني واسرارها ( الخبير جل جلاله )
اسماء الله الحسني واسرارها
( الخبير جل جلاله )
لا يعرف المرء معني من معاني اسماء الله الحسني علي وجه الحقيقة إلا إذا استفتح بالذي هو خير ، واستعان بمن له هذه الاسماء الحسني وتلك الاوصاف العلي ، فإن جلالها يتأبي علي الكشف لمن ليس له نور من ربه يكشف به تلك المعاني السامية ، التي تسمو بمن عرفها الي الآفاق الرحبة من العلم اللدني المشرق .
وذلك لان للجلالة مهابة تحول بين العبد وقلبه ، إذا لم يكن لقلبه نور قد اكتسبه من كثرة الذكر والفكر ، فإن القلوب هي التي تعقل عن الله بامر الله ، وتتلقي منه العلم والخبرة
تامل في معني هذا الاسم العظيم ، وتامل الفرق بين العليم والخبير ، فالفرق بينه وبين العليم ، وغيره من الاسماء المتشابة ، كاللطيف والسميع والبصير .
الخبير : هو الذي يعلم ما يحفظ به خلقه علي النحو الذي أرده وقدره ، علما يدبر شئونهم تدبيرا محكما في غاية اللطف والدقة ، ويخبر من شاء من عباده بما شاء من أمور ملكه ، ويلهمه ما شاء ان يلهمه لحفظ نوعه وتدبير شؤونه ، ويهدي جميع الخلق الي تحقيق ما أراده منهم علي النحو الذي قدره لهم ، وبحسب الميزان الذي وضعه بينهم من اجل ان يرتبط الكون كله بعضه ببعض من غير خلل او تفاوت
ومن هذا يتبين لنا انه : الخبير بشئون خلقه إيجادا وتدبيرا ، وهداية وتنسيقا ، وتوفيقا لا يعتريه أدني تفاوت ، ولا يغيب عن علمه ما لطف من الماديات والمعنويات
قال تعالي : { الذي خلق سبع سماوات طباقا ما تري في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تري من فطور * ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير }
قال تعالي : { الذي خلق سبع سماوات طباقا ما تري في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل تري من فطور * ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا وهو حسير }
والخبرة اخص من العلم بمعني : ان العلم هو الإحاطة التامة بجميع ما كان وما يكون وما هو كائن ، والخبرة هي العلم ببواطن الامور التي يتم بها التدبير والتصريف وإعطاء كل ذي حق حقه من الخلق والتكوين والعناية والحفظ ، وتيسير كل مخلوق لما خلق له وفق هذا العلم المحيط ، والإرادة النافذة ، والقدرة المنفذة .
ولا ينبغي ان يغيب عن ذهنك - ان اسماء الله كمالية بمعني انها ليست مترادفة ولا متغايرة ، وإن بدا فيها التغاير لغير المتامل .
فاللطيف - مثلا - هو الذي يعلم ما لطف ، أي مادق وخفي مما كان ومما هو كائن ، وهو الخبير الذي يحيط خبرا بهذه الدقائق كلها ، وهو العليم بظواهر الامور وبواطنها ، وهو السميع الذي وسع سمعه الأصوات ، وهو البصير الذي أحاط بجميع المبصرات . وكلها تتعاون علي إثبات الكمال المطلق لله جل شأنه .
فلا يمكننا ان نفهم معني اسم من أسمائه الحسني ، وهو مقطوع الصلة عن سائرها فإذا ذكرت الله بأسم وانت تفهم معناه - تبعك الذي قبله والذي بعده ، وطالبك طلبا حثيثا أن تذكر الله به ، وان تضيف معناه الي معني الاسم الذي ذكرته به من قبل .
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا