اسماء الله الحسني
اسماء الله الحسني واسرارها ( لا إله إلا هو )
اسماء الله الحسني واسرارها
( لا إله إلا هو )
عرفنا أن لفظ الجلالة هو الأسم الأعظم ، وهو العلم علي الذات العلية ، ترد إليه جميع الأسماء والصفات ، فيه تتجلي آيات الجلال والكمال والجمال ، وبنوره استنارت جميع الكائنات ، فهو الواحد الاحد ، الفرد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد .
كلمة التوحيد ( لا إله إلا الله )
هذه هي اعظم كلمة نطقت بها الألسنة ، وشهدت بها القلوب واستوعبتها البصائر النيرة ، وأقرت بها العقول المبصرة ، واستعذبتها الآذان الواعية ، وخشعت لها الجوارح كلها ، وامتلأت بجلالها وجمالها الضمائر اليقظة والقلوب المطمئنة .
هي أفضل ما قاله قائل في الماضي والحاضر ، وأفضل ما يقوله قائل في المستقبل العاجل والآجل .
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " أفضل ما قلته انا والنبيون من قبلي : لا إله إلا الله
نعم هي أفضل كلمة قالها النبيون ؛ لأنها هي أصل دعوتهم ،وخلاصة رسالتهم ، فما من نبي ولا رسول إلا قال لقومه : " اعبدوا الله مالكم من إله غيره " .
إنها الكلمة التي شهد الله بها لنفسه ، وشهدت بها ملائكته ، وشهد بها أولو العلم من خلقه ، فكانت أعظم شهادة في الأرض والسماء ، وأكبر شهادة يعتز بها المؤمنون في الدنيا والآخرة .
يقول الله عز وجل في سورة آل عمران : { شهد الله انه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لآ إله إلا هو العزيز الحكيم } .
فمن شهد أنه لا إله إلا الله ، فقد وافق الله عز وجل في شهادته لنفسه ووافق الملائكة في شهادتهم لربهم بالوحدانية ، وكان من أولي العلم ؛ لان الإقرار بالوحدانية لا يبني إلا علي العلم ، ولا تتأتي ثماره إلا بالعلم ؛ ولهذا قال الله تعالي لنبيه محمد صل الله عليه وسلم
{ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم }
{ فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات والله يعلم متقلبكم ومثواكم }
إن الإيمان بلا علم كشجرة بلا ثمر ، أو كجسد بلا روح
ومن هنا سمي اهل التوحيد العارفين بالله ، فهم قد وحدوه بعد أن عرفوه
ولذلك يجب علينا ان نتعلم أصول التوحيد وشروطه وآدابه وقواعده وضوابطه ، فكيف يشهد لله بالوحدانية من لم يعرف ان الله متصف بكل كمال ، ومنزه عن كل نقص ، وانه ليس كمثله شئ ، وأنه الواحد في ذاته وصفاته وأفعاله ؟!
واول ما يجب ان نعرفه معني هذه الكلمة ومعناها : هي كلمة سلبت الألوهية عن غير الله تعالي ، وأثبتتها له جل شأنه .
فمعني لا إله إلا الله : لا معبود بحق سواه .
ومن مسميات هذه الكلمة :
١- هي كلمة التوحيد : سميت بذلك لأن قائلها يعترف لله بالوحدانية الخالصة التي لا تقبل الشركة بحال ، والتي من قالها مؤمنا بها فقد كتب في زمرة العابدين ؛ إذ التوحيد معناه : إفراد الله بالعبادة
قال تعالي : ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ) اي إلا ليوحدون
٢- وتسمي هذه الكلمة بكلمة الإخلاص : لأن العبد يخلص فيها دينه لله ، ويمحض قلبه للإيمان به من غير شك ولا شبهة
قال تعالي : { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين * ألا لله الدين الخالص }
قال تعالي : { إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق فاعبد الله مخلصا له الدين * ألا لله الدين الخالص }
٣- وتسمي كلمة الإسلام : لأن الإنسان إذا لم ينطق بها لا يعد مسلما ، بل ولا يعد مسلما إذا لم يعمل بمقتضاها
ومقتضاها : تأدية الفرائض والقيام بالواجبات الشرعية كلها بقدر طاقته البشرية .
ومقتضاها : تأدية الفرائض والقيام بالواجبات الشرعية كلها بقدر طاقته البشرية .
٤- وتسمي كلمة التقوي : لأن المسلم إذا قالها بقلبه ولسانه ، وعمل بمقتضاها ، كانت له وقاية من عذاب الله تعالي في الدنيا والأخرة ، فهي الكلمة التي تنبعث من قلب خالص ملئ بالخوف والرجاء ، فتحمل قائلها علي ترك المعاصي ، كبيرها وصغيرها ، فيصبح عبدا ربانيا يلزم الكلمة وتلزمه ، فلا يفارقها ، ولا تفارقه فتكون هي زاده وروحه وريحانه
قال تعالي في سورة الفتح : { إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته علي رسوله وعلي المؤمنين وألزمهم كلمة التقوي وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شئ عليما }
٥- وتسمي بالكلمة الطيبة : فقد ضرب الله لها المثل بالشجرة الطيبة فقال في سورة ابراهيم :
{ ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون }
{ ألم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء * تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الامثال للناس لعلهم يتذكرون }
٦- وتسمي هذه الكلمة : كلمة السواء ؛ لأنها تسوي بين الخلق جميعا في العبودية ،
{ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون }
{ قل يا أهل الكتاب تعالوا إلي كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا أشهدوا بأنا مسلمون }
اللهم احينا بها ، وامتنا عليها ، وابعثنا بها آمنين يا رب العالمين.
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا