اسماء الله الحسني
اسماء الله الحسني واسرارها ( الله جل جلاله )
اسماء الله الحسني واسرارها
( الله جل جلاله )
كان الله ولا شئ معه ، فخلق الخلق وهو مستغن بذاته عنهم ، وعرفهم ببعض اسمائه الحسني وصفاته العلا ، فعرفوه بها ، وشهدوا له بالأحدية والربوبية بلسان الحال والمقال ، واسلموا له طوعا وكرها ، فكان كل مخلوق آية تدل عليه ، وتعبر عن كمال ذاته وصفاته وعدله المطلق في جميع افعاله
وقد خص الله نفسه - جل شأنه - بالأسماء الحسني ، فعلمنا منها ماشاء ان يعلمنا ، واستأثر بما شاء أن يستأثر بعلمه دون خلقه لأمر لا يعلمه إلا هو ، وامرنا أن ندعوه بكل اسمائه الحسني ، ما علمناه منها ، وما لم نعلمه
فقال جل شأنه في سورة الاعراف : { ولله الاسماء الحسني فادعوه بها }
وفي اسماء الله الحسني إشراقات روحية ، لا يتعرض لها إلا من دعا الله بها ، وتشرب قلبه حبها ، وأخذ حظه منها ، وجعلها قدوته في أقواله وافعاله وجميع احواله ، حتي يكون بها عبدا ربانيا ، يفر بها من الكفر إلي الإسلام ، ومن المعصية إلي الطاعة ، ويفر بها منه إليه ، فيقول بقلبه ولسانه ما كان يقوله الرسول صل الله عليه وسلم في دعائه : " اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك ، وبمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك ، لا احصي ثناء عليك ، انت كما أثنيت علي نفسك ".
وكل اسم من اسماء الله الحسني له مذاق خاص ، لا يعرفه إلا من لهج به لسانه ، وآمن به قلبه إيمانا يصل به الي اليقين بأن الله هو الغني ، الذي لا تنفعه طاعة ولا تضره معصية ، وان رحمته وسعت كل شئ ، وأن الأمر كله إليه ، إلي آخر ما هنالك مما تدل عليه اسماؤه الحسني
فالله عز وجل علم علي الذات العلية ، جامع لكل صفات الكمال والجلال والجمال ، دال بمعناه علي كل اصول التوحيد الخالص ، نطقت به الفطرة ، واستقر في ضميره الوجود كله ، فكانت عبادته دينا دان به جميع الخلق طوعا وكرها.
فالله جل جلاله إله لا يجحده جاحد ، وإن تظاهر بانه يجحده فإنه لا يقوي علي ذلك ابدا ، لأن الله في كيانه كله ، في عقله وقلبه ، وروحه وحسه ، فما من إنسان إلا ويعلم أن له إلها قد خلقه ، وأنه مفتقر إليه بالضرورة ، وأنه لا يستطيع ان يعيش بمعزل عن الخضوع إليه ، فهو شعور نابع من ضميره ، لا يستطيع أن يكبته في اعماق نفسه ، ولكن قد يخطئ الطريق إليه فيعبد غيره محكوما بعوائق تعوقه عن الرجوع لفطرته التي فطره الله عليها .
ولهذا أرسل الله الرسل لهداية الناس إلي خالقهم ، الذي آمنوا به وشهدوا له بالوحدانية وهم في أصلاب آبائهم ، قال تعالي :{ وإذ أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم علي أنفسهم ألست بربكم قالوا بلي شهدنا أن تقولوا يوم القيمة إنا كنا عن هذا غافلين }
وقد جمع الله الدين كله في هذا الاسم الاعظم ، فقال في سورة الأنعام { قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون } .
والامر في الآية له صل الله عليه وسلم بالأصالة ولأمته بالتبعية .
والعبد مامور بالفرار إليه سبحانه بقلبه وروحه وعقله وحسه ، مامور بالفرار منه إليه ، إذ لا منجاة منه إلا إليه .
والامر في الآية له صل الله عليه وسلم بالأصالة ولأمته بالتبعية .
والعبد مامور بالفرار إليه سبحانه بقلبه وروحه وعقله وحسه ، مامور بالفرار منه إليه ، إذ لا منجاة منه إلا إليه .
والفرار إليه رأس التوحيد وملاك الامر الذي جمع عليه الأولون والآخرون . إن الوجود كله بدون الواحد جل شانه أصفار لا تدل علي شئ ، فإذا كان صفر منها علي يمين الواحد صار به عشرا ، وصار الصفران به مائة ....... وهكذا فتامل هذا المثل ، ولا يغيب عن ذهنك فحواه.
ولقد ترجم هذا المعني شاعر من الشعراء الموحدين فقال :
الله قل وذر الوجود وما حوي
إن كنت مرتادا بلوغ كمال
فالكل دون الله إن حققته
عدم علي التفصيل والإجمال .
إن كنت مرتادا بلوغ كمال
فالكل دون الله إن حققته
عدم علي التفصيل والإجمال .
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا