>
جاري تحميل ... حب النبى

إعلان الرئيسية

المشاركات الشائعة

مقالات مهمة

إعلان في أعلي التدوينة

ثقافة اسلامية

ومن صفات الله تعالي ( صفة الإرادة )

صفة الإرادة :


صفة الإرادة : 

لحظة تأمل :
جلس في الاستراحة المجاورة لحجرة الولادة ، ينتظر البشري السارة بميلاد أول أبنائه ، فقد كان في علمه تعالي أن يهبه ذرية . وتحقق ما علمه الله ، فحملت زوجه ، واقترب موعد الوضع .

لكن : أيكون ذكرا أم انثي ؟ ايشبه أباه وأعمامه ، أم أمه واخواله ؟ أيكون صالحا تقيا بارا بوالديه . أم غير ذلك ؟ وهل حان موعد وصوله إلي الدنيا ؟ وفي هذا المكان من أرض الله ؟ .

احتمالات كثيرة ، وافتراضات عديدة .
وقطع أفكاره صوت يخبره بان الولادة ليست قبل  ساعة من الزمان . فنزل إلي حديقة المستشفي يتجول ويتأمل .

أزهار وأشجار ، ورود وثمار . جميلة المنظر ، طيبة الرائحة ، متباينة الانواع ، متعددة الألوان ، مختلفة الأحجام ، متفاضلة في الأكل !!!
سبحان الله  !!!  الحديقة واحدة والتربة واحدة ، والجو واحد ، وكلها يسقي بماء واحد !!!
وصعد إلي هناك مرة أخري ، ليجد الخبر السار وليسجد شكرا لله .
ما أعظم إرادة الله !!!

تعريف صفة الارادة الإلهية :
هي صفة وجودية أزلية قائمة بذاته تعالي يخصص بها الممكنات ببعض ما يجوز عليها من الامور المتقابلة . والإرادة والمشيئة بمعني واحد .
فهي من نوع الصفات الوجودية الذاتية القديمة التي تقوم بذات الحق سبحانه ، وتدل علي معني زائد علي معني ذاته تعالي .

وإذا كان علم الله تعالي صفة انكشاف ، فإن إرادته صفة تخصيص ، فهي تخصص الممكن ، وهذا مجال عملها - بالوجود أو العدم ، وبالصفات المعينة الخاصة به ، وبالزمن المحدد له . وبالمكان المخصص له ، وبالجهة المحددة له ، بالمقدار المعين الذي سيوجد عليه .

وهكذا كل ما وجد في العالم من مخلوقات ، وما يوجد الآن ،  وما سيوجد بعد ذلك .
فالإرادة الإلهية هي التي ترجح الاحتمال الذي سيوجد عليه المخلوق من بين سائر الاحتمالات  الأخري التي يتصور أن يوجد عليها من الأمور المتقابلة .
لا شأن للإرادة بالأمر الواجب ، او الامر الممتنع :

لوتعلقت بالامر الواجب عقلا ، فإما لترجيح وجوده ، او لترجيح عدمه.  أما ترجيح وجوده ، فهو محال ، لأنه موجود بالفعل ، فكيف ترجح وجوده ، ؟ إنه تحصيل حاصل . واما ترجيح عدمه ، فالواجب العقلي غير قابل للعدم .

كذلك لا تتعلق إرادته تعالي بالأمر الممتنع عقلا ؛ لأنها لو تعلقت به ، فإما لترجيح وجوده ، وهو غير قابل للوجود ، وإما لترجيح عدمه ، وعدمه حاصل .
إذن لا تتعلق الإرادة بالواجب ، ولا بالمستحيل ، بل بالأمر الممكن الوجود فقط .
ومعني الإرادة الإلهية يختلف عن معني الإرادة البشرية ، فإن معني إرادتنا للشئ : القصد ، والعزم ، والتصميم علي فعله ، وهذا المعني حادث لا يتناسب مع الله جل في علاه .

كما أن إرادته تعالي وفعله متلازمان . بمعني أنه تعالي إذا أراد أن يفعل فعل ، وما فعله فقد أراده ، بخلاف العبد ، فإنه يريد مالا يفعل ، وقد يفعل ما لا يريده ، فلا يوجد فعال لما يريد إلا الله .

. .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

مدونة حب النبى هى مدونة اسلامية شاملة تتحدث عن شتى الموضوعات الاسلامية مثل الأسئلة الفقهية و الفتاوى والثقافة الاسلامية فى الموضوعات المعاصرة و قصص الصحابة و التابعين و سيرة النبى محمد عليه افضل الصلاة والسلام و تهدف الى نشر القيم النبيلة و الاخلاق الحمديدة فى مجتمعنا العربى,