" ذكر شدة الموت "
(( ذكر شدة الموت ))
اعلم انه لو لم يكن بين يدي العبد المسكين كرب ولا هول سوي الموت ، لكان جديرا ان يتنغص عليه عيشه ويتكدر عليه سروره ، وتطول فيه فكرته .
والعجب ان الإنسان لو كان في اعظم اللذات فانتظر ان يدخل عليه جندي يضربه خمس ضربات لكدرت عليه عيشه ولذته وهو في كل نفس بصدد ان يدخل عليه ملك الموت بسكرات النزع وهو غافل عن ذكر ذلك وليس لهذا سبب إلا الجهل والغرور..
اعلم : ان الموت أشد من ضرب السيف ، وإنما يصيح المضروب ، ويستغيث لبقاء قوته وأما الميت عند موته ، فإنه ينقطع صوته من شدة ألمه ، لأن الكرب قد بالغ فيه وغلب علي قلبه وعلي كل موضع منه وضعفت كل جارحة فيه فلم يبق فيه قوة الإستعانة ويود لو قدر علي الاستراحة بالإنين والصياح والإستغاثة وتجذب الروح من جميع العروق ، ويموت كل عضو من اعضائه تدريجيا فتبرد اولا قدماه ، ثم ساقاه ثم فخذاه ، حتي تبلغ الحلقوم فعند ذلك ينقطع نظره إلي الدنيا واهلها ويغلق دونه باب التوبة
قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر " رواه احمد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا