موضوعات معاصرة
دندنة البعض بأن السنة لم تدون وأن اسانيد الأحاديث لم تدون إلا بعد قرن من وفاة رسول الله صل الله عليه وسلم
دندنة البعض بأن السنة لم تدون وأن أسانيد الأحاديث لم تدون إلا بعد قرن من وفاة الرسول صل الله عليه وسلم :
هذا صحيح من احد الجوانب ، فإن السنة لم تدون أسانيدها إلا في وقت متأخر ، أما متون الأحاديث فمن المفروغ منه أنه دونها بعضهم ، فهذا عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - دون وكتب بعض الاحاديث لنفسه ، وقد أمر النبي صل الله عليه وسلم بالكتاب لبعض الوفود فكتبوا لهم كتابا ببعض أحاديث رسول الله صل الله عليه وسلم ، وهذا علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان عنده صحيفة لما سئل : ما عندكم غير الوحي عن رسول الله ؟
قال : ما عندنا إلا كتاب الله وهذه الصحيفة وفيها جملة أحكام .
وعلي هذا فقد كان بعض السنة مدونا في آخر حياة الرسول عليه الصلاة والسلام ؛ لكن هذا ليس بصفة عامة ، حيث إن أغلب السنة كان غير مدون ، ومن دون فقد دون لنفسه ، أو لجماعة خاصة بأمر النبي صل الله عليه وسلم .
إلا ان أذهان أولئك كانت أذهانا سيالة تغنيهم عن التقييد والكتابة ، وقد منعوا من الكتابة ابتداء مخافة أن تلتبس السنة بالقرآن ، وهذا ثابت في الأحاديث الصحيحة في كتاب العلم في صحيح البخاري ، وغيره من دواوين السنة .
أما الاسانيد فلم تكن طويلة في القرن الاول حتي يحتاج المسلمون إلي تدوين هذه الأسانيد ، وقد انتهت خلافة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه علي رأس المائة والحال هذه ؛ في قوة الدولة الإسلامية ، وفي تماسك المسلمين ، وحرصهم علي الدين ، وبقاء عدد من الصحابة - رضي الله عنهم - يأخذ عنهم التابعون ، ومن وجد الي عهد عمر بن عبد العزيز فقد التقي ببعض الصحابة فهو تابعي ، إلا انه يوجد تابعون كبار ، وأوساط تابعين ، وصغار تابعين
*فمن أين علم هؤلاء المعارضون ان الذين نقلوا عن الصحابة لم يدونوا لأنفسهم ولم يكتبوا اسم الصحابي الذي روي لهم
إنما الذي تأخر بعد المائة جمع المتون والأحاديث في دواوين مختلطة بالآثار والفقهيات اولا ، ثم جرد هذا من هذا في بعض الكتب كما جرد صحيح مسلم من الآثار والفقهيات ، وبقي الوضع علي هذا في بعض الدواوين ؛ مثل صحيح البخاري ، وكذلك موطأ مالك الذي فيه ما بين مالك والصحابي رجل واحد احيانا كنافع - مولي ابن عمر - ، وأحيانا يكون غيره
ثم ان الشروط التي اشترطت من جهة الضبط وعدالة الراوي وامانته واتصال السند كفيلة ببعث الثقة في النفس بأن هذا ثابت عن رسول الله صل الله عليه وسلم .
.
.


ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا