قصص و عبر
السيرة النبوية الصحيحة , مرضعة النبي صل الله عليه وسلم ( حليمة بنت الحارث )
السيرة النبوية الصحيحة , مرضعة النبي صل الله عليه وسلم ( حليمة بنت الحارث )
مرضعة النبي صل الله عليه وسلم ( حليمة بنت الحارث )
وكان رسول الله قد ولد يتيما ، ليس له إلا جده عبد المطلب وأمه آمنة ، فلم يكن حاله تلك مما يغري به المراضع من نساء البادية . وكان قد وفد علي مكة وفد من المراضع ، من بلدية بني سعد بن بكر بن هوازن ، يلتمس الرضعاء من أطفال الأشراف والسادة من قريش ، فعرضت عليهن آمنة رضيعها ، فكلهن زهدن فيه ، لأنه يتيم ليس له أب يطمعن في بره .
وكان من بينهن امرأة تسمي ( حليمة بنت الحارث ) وكانت قد قدمت مع زوجها وطفل لها رضيع في حالة تدل علي شدة الفقر والجدب في بادية بني سعد ....كانت حليمة بادية الضعف والهزال ، وكان زوجها ظاهر البؤس والفاقة ، وكان طفلهما لا يكف عن الصراخ لحظة من شدة الجوع ، وكانت قد قدمت علي أتان لها مهزولة لا تكاد تحملها قوائمها من الضعف ، حتي كانت حليمة وأتانها موضع السخرية من زميلاتها في الركب لشدة ما كانت عليه من التعثر والريث.......
فحصلت كل مرضع منهن علي رضيع لها من أبناء السادة ، إلا حليمة ، فإنها رجعت من دونهن بغير طفل .....
فأشار عليها زوجها إذا نحن أخذنا هذا اليتيم يا حليمة ؟ خير من أن ترجعي دون صواحبك فارغة اليدين .
فذهبت حليمة الي آمنة فآخذته منها . فما هو إلا وضعته في حجرها وضمته الي صدرها ، حتي حفل ثديها وأقبلا عليه بما شاء من لبن ، فرضع حتي شبع ، ثم أخذت وليدها الآخر فأرضعته كذلك حتي شبع .... فتعجب زوجها وهو يقول : لعل الله قد عطف علي رضيعك يا حليمة ، فأطعمه ببركة هذا اليتيم .
وقامت حليمة الي إتانها فركبتها ، واندفعا في الطريق ليلحقا بالركب وكان الركب قد خلفهما . وكان من العجب أن هذه الاتان الهزيلة ، التي كانت لا تكاد تخطو حتي تعثر ، قد انطلقت في طريقها كالسهم فهي تطوي الأرض طيا
فما هي إلا برهة يسيرة ، حتي أدركت حليمة صواحبها في الركب وزاحمتهن بأتانها العرجاء حتي خلفتهن وراءها وهن يتضاحكن منها ويقلن لها ارفقي بنا يا ابنة أبي ذؤيب ! .......
وتقبل حليمة الي بادية بني سعد ، وتري من بركة هذا اليتيم ما لم يكن يخطر ببال : خير يدر عليها من كل ناحية ، وبركات تحل عندها في كل شئ...
هذه اغنامها تخرج الي المراعي المجدبة مع اغنام غيرها من أهالي الحي ، فتعود غنمها حافلات الضروع ممتلئات البطون ، وتعود اغنام سواها جياع ضامرات ، حتي ليظن الناس أن غنم حليمة ترعي في المكان الخصب .
وهكذا ظلت حليمة عامين كاملين ، وهي في كل يوم تري عجبا من بركة هذا اليتيم ، حتي أتمت مدة رضاعه ، وعادت به الي أمة وهي أشد رغبة في بقائه معها .
ولما رأته آمنة سرت به حين رأته غلاما جفرا قد زكا ونما حتي لكأنه ابن اربع وهو لم يجاوز السنتين بعد .
قالت حليمة : لقد والله شب غلامك شبابا ما يشبه الغلمان ، وإني لاخشي عليه وباء مكة فهلا أذنت لنا أن نعود به الي البادية حيث الهواء الصحو والجو المنطلق ، حتي يتم تمامه ويشتد عوده ؟
قالت آمنة لا عليكي فهو طفلي وطفلك حيث كان ... وعادت به الي البادية ، وهي لا تملك نفسها من الفرح ......
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا