>
جاري تحميل ... حب النبى

إعلان الرئيسية

المشاركات الشائعة

مقالات مهمة

إعلان في أعلي التدوينة

موضوعات معاصرة

كيف تكون محبة الله عز وجل محبتة صادقة وما اسبابها ومراتبها

المحبة الصادقة واسبابها ومراتبها


المحبة الصادقة واسبابها ومراتبها

لما علم سبحانه وتعالي شدة شوق اوليائه إلي لقائه ، وان قلوبهم لا تهتدي دون لقائه ، وضرب له اجلا وموعدا للقائه ، وتسكن نفوسهم به ، وأطيب العيش وألذه علي الإطلاق عيش المحبين المشتاقين المستأنسين ، فحياتهم هي الحياة الطيبة في الحقيقة ، ولا حياة للقلب أطيب ولا أنعم ولا أهنأ منها ، وهي الحياة الطيبة في قوله تعالي : { من عمل صالحا من ذكر او انثي وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون }. النحل

( حصر أسباب محبته في أمرين .....؟؟؟
كما في صحيح البخاري عنه صل الله عليه وسلم فيما يروي عن ربه تبارك وتعالي أنه قال : " ما تقرب إلي عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه ، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي أحبه ، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، فبي يسمع وبي يبصر ، وبي يمشي ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ، وما ترددت في شئ انا فاعله ، كترددي عن قبض نفس عبدي المؤمن ، يكره الموت ، وأكره مساءته ولابد له منه " .

فتضمن هذا الحديث الشريف - حصر أسباب محبته في أمرين : أداء فرائضه ، والتقرب إليه بالنوافل .

وأخبر سبحانه أن أداء فرائضه احب ما يتقرب به إليه المتقربون ، ثم بعدها النوافل ، وإن المحب لا يزال يكثر من النوافل التي يصير محبوبا لله ، فإذا صار محبوبا لله أوجبت محبته لله أو محبة أخري منه لله فوق المحبة الأولي ، فشغلت هذه المحبة قلبه عن الفكر والاهتمام بغير محبوبه ، وملكت عليه روحه ، ولم يبق فيه سعة لغير محبوبه البتة ، فصار ذكر محبوبه وحبه ومثله الاعلي مالكا لزمام قلبه مستوليا علي روحه استيلاء المحبوب علي محبه الصادق في محبته التي قد اجتمعت قوي محبة حبه كلها له .
***خيالك في عيني ، وذكرك في فمي 

ومثواك في قلبي ، فأين تغيب ؟
تأمل كيف قال : " فبي يسمع وبي يبصر " ولم يقل : فلي يسمع ولي يبصر .
وربما يظن الظان أن اللام أولي بهذا الموضع ، إذ هي ادل علي الغاية ، ووقوع هذه الأمور لله ، وذلك أخص من وقوعها به
إذ ليس الباء ها هنا لمجرد الاستعانة ، فإن حركات الابرار وغيرهم ، وإدراكاتهم ، إنما هي بمعونة الله لهم 

( وإنما الباء هاهنا للمصاحبة )
اي إنما يسمع ويبصر  ويمشي وأنا صاحبه ومعه كقوله في الحديث : " انا مع عبدي ما ذكرني وتحركت بي شفتاه " وهذه هي المعية الخاصة في قوله صل الله عليه وسلم : " ما ظنك باثنين الله ثالثهما " 

وقوله تعالي : { وإن الله لمع المحسنين } العنكبوت
فهذه الباء مفيدة لمعني المعية دون اللام ، ولا يتأتي للعبد الإخلاص والتوكل ، ونزوله في منازل العبودية إلا بهذه الباء وهذه المعية
ولما حصلت هذه الموافقة من العبد لربه تعالي في محابه ؛ حصلت موافقة الرب لعبده في حوائجه ومطالبه ، فقال : (ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه ) "
أي : كما وافقني في مرادي بامتثال أوامري ، والتقرب بمحابي ، فأنا أوافقه في رغبته ورهبته فيما يسألني ويستعيذني

فالله سبحانه وتعالي  ما أماته إلا ليحييه ، ولاأمرضه إلا ليصح ، ولا أفقره إلا ليغنيه ، وما منعه إلا ليعطيه ، ولم يخرج من  الجنة في صلب أبيه إلا ليعيده إليها علي أحسن أحواله ، ولم يقل لأبيه ( أخرج منها ) إلا وهو يريد أن يعيده إليها ، فهذا هو الحبيب علي الحقيقة لا سواه ؛ بل لو كان في كل منبت شعرة من العبد محبة تامة لله لكان بعض ما يستحقه علي عبده .

*نقل فؤادك حيث شئت من الهوي
ما الحب إلا للحبيب الأول
كم منزل في الارض يألفه الفتي ؟
وحنينه ابدا لأول منزل
( آخر مراتب الحب التتيم ....؟؟؟
آخر مراتب الحب ( التتيم )
التتيم :  وهو تعبد المحب لمحبوبه
يقال : تيمه الحب ، إذا عبده ، ومنه : تيم الله ، أي عبد الله
وحقيقة التعبد : الذل و الخضوع للمحبوب ، ومنه قولهم : طريق معبد أي مذلل قد ذللته الأقدام ، فالعبد هو الذي ذلله الحب ، والخضوع لمحبوبه ، ولهذا كانت اشرف أحوال العبد ومقاماته هي العبودية ؛ فلا منزل له أشرف منها .

وقد ذكر الله سبحانه أكرم الخلق عليه وأحبهم إليه ، وهو رسوله محمد صل الله عليه وسلم بالعبودية في اشرف مقاماتها ، وهي مقام الدعوة إليه ، ومقام التحدي بالنبوة ، ومقام الاسراء
فقال سبحانه : { وأنه لما قام عبد الله يدعوه إليه كادوا يكونون عليه لبدا } الجن
وقال : { وإن كنتم في ريب مما نزلنا علي عبدنا فأتوا بسورة من مثله } البقرة
وقال : { سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصا }  الاسراء

( نال مقام الشفاعة بكمال عبوديته...
نال مقام الشفاعة بكمال عبوديته
وفي حديث الشفاعة : " اذهبوا إلي محمد ، عبد غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر "
فنال مقام الشفاعة بكمال عبوديته ، وكمال مغفرة الله له ، والله سبحانه خلق الخلق لعبادته وحده لا شريك له ، التي هي اكمل انواع المحبة مع اكمل انواع الخضوع ، وهذا هو حقيقة الإسلام وملة ابراهيم التي من رغب عنها فقد سفه نفسه قال تعالي : 

{ ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين * إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين * ووصي بها ابراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفي لكم الدين فلا تموتن إلا وانتم مسلمون * ام كنتم شهداء إذا حضر يعقوب الموت إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي قالوا نعبد إلاهك وإلاه ءابائك إبراهيم وإسماعيل وإسحاق إلاها واحدا ونحن له مسلمون }.  البقرة
ولهذا كان أعظم الذنوب عند الله الشرك .

( الخلة ) بضم الخاء
وهي تتضمن كمال المحبة ، ونهايتها ، بحيث لا يبقي في القلب سعة لغير محبوبه ، وهي مكان لا يقبل المشاركة بوجه ما ، وهذا المكان خاص للخليلين . صلوات الله وسلامه عليهما -: إبراهيم ومحمد ، كما قال صل الله عليه وسلم : " إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ ابراهيم خليلا " .

وفي الصحيح عنه صل الله عليه وسلم أنه قال : " لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا ، ولكن صاحبكم خليل الله " .
وفي حديث آخر : " إني ابرأ الي كل خليل من خلته "
.ولما سأل ابراهيم عليه السلام الولد فأعطيه ، وتعلق حبه بقلبه ، غار الحبيب علي خليله أن يكون في قلبه موضع لغيره ، فأمر بذبحه  في المنام ليكون أعظم ابتلاء وامتحانا ، ولم يكن المقصود ذبح الولد ، ولكن المقصود ذبحه من قلبه ليخلص القلب للرب ، فلما بادر الخليل  - عليه الصلاة والسلام - الي الإمتثال ، وقدم محبة الله علي محبة ولده ، حصل المقصود ، وفدي الولد بذبح عظيم .

. .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

مدونة حب النبى هى مدونة اسلامية شاملة تتحدث عن شتى الموضوعات الاسلامية مثل الأسئلة الفقهية و الفتاوى والثقافة الاسلامية فى الموضوعات المعاصرة و قصص الصحابة و التابعين و سيرة النبى محمد عليه افضل الصلاة والسلام و تهدف الى نشر القيم النبيلة و الاخلاق الحمديدة فى مجتمعنا العربى,