الرئيسية موضوعات معاصرة اسماء الله الحسني واسرارها ( الجليل )

موضوعات معاصرة

اسماء الله الحسني واسرارها ( الجليل )

student guide 0

A+ A-

اسماء الله الحسني واسرارها 

( الجليل )

اما الجليل فهو اسم اجتمعت فيه آيات العظمة والمهابة والجمال والكمال ، فهو الذي تنزه تنزيها تاما عن الشريك والشبيه والمثيل ، وتعالي علوا كبيرا  عن كل ما لا يليق بذاته وصفاته وأفعاله .

وهو الذي جل قدره في قلوب العارفين ، وعظم خطره في نفوس المحبين ففرغوا قلوبهم لذكره وشكره ، وشغلوا أنفسهم بحسن عبادته ، فعاشوا منعمين بما هم فيه من النظر إليه والتواضع لعظمته .

وهو الذي جل ان تدركه الابصار ، او تحيط بكنه ذاته وصفاته الأفهام .
ولم يرد هذا الاسم في القرآن الكريم ، ولكن وردت مادته في سورة الرحمن مرتين :
{ ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام }
{ تبارك اسم ربك ذي الجلال والإكرام } 

ولكن لماذا اقترن الإكرام بالجلال ؟

ليعتدل الميزان بين خوف العبد من عذابه ورجائه في مغفرته ؛ فإن هذا الاسم يوحي بالمهابة والخوف ، فكان من رحمة الله بعبده ان قرن عفوه بعقوبته ، فجعل هذا الوصف ملازما ؛ فهو ذو الجلال والإكرام معا

والجليل : اسم يشعر المحبين بعظمة مقام الحب الإلهي في نفوسهم فيتمنون من اعماق قلوبهم ان يروا محبوبهم في الدنيا قبل ان يروه في الآخرة ببصائرهم النيرة من غير كيف ولا مثل ؛ لانه جل شأنه منزه عن الكيف والمثل تنزيها تاما يليق بذاته

ولقد طلب موسي عليه السلام من ربه ان يمنحه النظر اليه في الدنيا ، فاخبره ربه انه لن يراه في الدنيا كما يحب ؛ لأمر يعلمه سبحانه ، وامره ان ينظر الي جبل الطور ، فلما تجلي للجبل تدكدك الجبل من هذا التجلي ، فخر موسي عليه السلام - صعقا من رؤية الجبل وهو يتدكدك فكيف لو تجلي عليه هو في هذه الدنيا ولم يكن فيها مهيأ لذلك لا 

بطبعه ولا بوضعه ؟!

يقول الله عز وجل : { ولما جاء موسي لميقاتنا وكلمه ربه قال رب أرني أنظر إليك قال لن تراني ولكن انظر الي الجبل فإن استقر مكانه فسوف تراني فلما تجلي ربه للجبل جعله دكا وخر موسي صعقا فلما أفاق قال سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين } .

. .

الوسوم: موضوعات معاصرة