موضوعات معاصرة
اسماء الله الحسني واسرارها ( الكريم )
اسماء الله الحسني واسرارها
( الكريم جل جلاله )
عندما يذكر المسلم ربه بهذا الاسم يشعر انه مغمور بفضله ورحمته الواسعة من كل جانب ، وأينما توجه وحيثما كان ، فلا يسعه إلا ان يتوجه بقلبه إليه ، معترفا بعجزه عن شكره والاعتراف بالعجز عن الشكر عين الشكر .
وقد سمي الله جل جلاله نفسه الكريم ؛ ليشعر عباده بأنه ارحم بهم من أنفسهم ، فهو ربهم ، والرب من شانه ان يكون كريما علي من يربيه ويصطفيه لعبادته .
وهذا الاسم المقدس جامع لمعاني البر كلها في اسمي صورها وأرقي معانيها ، ومحيط بنواصي العظمة جميعها .
بهذا وصف نفسه في أول آيات أنزلها علي خير خلقه محمد صل الله عليه وسلم - فقال جل شأنه : { اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم } .
والاكرم : هو صاحب الكرم المطلق ليس لأحد من خلقه فيه شئ ، فالخير كله منه وإليه ، والشر ليس منه ولا هو راجع إليه .
والإنسان إذا خلا بنفسه وحكم عقله وسبح به في الوجود سبحات ، وعاد بعد هذه السبحات علي نفسه يعدد عليها ما أولاها مولاها من النعم .أدرك أنه محاط بعنايته عز وجل مغمور بكرمه الواسع ، فلا يسعه إلا ان يشكر له حسن صنيعه به ، وعظيم مننه عليه
وعندئذ يتلاشي عن نفسه الشعور بنقصان النعم عنده ، والإحساس بالحرمان مما يراه عند غيره فلا يسعه إلا الرضا بقضائه وقدره ، والإيمان الكامل بعدله في حكمه وقسمته ، والعلم بان النعم مقسومة بنسبة متساوية بين العباد جميعا .
{ نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا ورحمت ربك خير مما يجمعون } .
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا