اسماء الله الحسني
اسماء الله الحسني واسرارها ( العلي )
اسماء الله الحسني واسرارها
( العلي )
حين يسرح المرء بخواطره الإيمانية في هذا الاسم الجليل تعلوه هيبة مهيبة تجعله يتضاءل ويتضاءل حتي لا يري نفسه شيئا في الوجود يستحق الذكر ، ويتصاغر امام المعاني التي تتزاحم عليه ، فلا يكاد ينطق بمعني منها حتي يري انه لم يقل شيئا يليق بذاته تعالي في هذا الاسم المقدس .
العلي : الذي لا تدرك ذاته ولا تتصور صفاته ، فسبحان من لا يدرك ذاته إلا ذاته ، ولا يحيط الخلق متفرقين او مجتمعين بصفة من صفاته
فكيف يدرك الناقص كمال من له الكمال ؟!
وهو الذي تتيه الألباب في سرادق جلاله ، تتحير الارواح في ريحان جماله ، فهو الروح والريحان في جنة الذكر والفكر .
ولا يستمتع بهذا الروح والريحان إلا من شغلت قلوبهم بدوام ذكره ، وترجمت السنتهم ما في قلوبهم فشغلت هي الأخري به عما سواه .
فإذا سيطر الحب الإلهي علي القلب ، لا يترك فيه ذرة لحب من سواه .وعندئذ يعاين بنور الله شيئا من نور الله ، بقدر مقامه في العبودية ، فإذا عاين ما شاء الله ان يعاين وجد هناك جنة الخلد في دنياه
العلي : هو الذي يعلو أن يحيط به وصف الواصفين ، وعلم العارفين ، فتعالي الله علوا كبيرا في ذاته وصفاته وأفعاله ؛ إذ لم يجعل للخلق سبيلا لإدراك أوصافه العلية ولا افعاله المبنية علي العلم المحيط والحكمة البالغة ، والإرادة النافذة والقدرة المنفذة .
فسبحان من لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وتبارك الله في ملكه .
فسبحان من لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار وتبارك الله في ملكه .
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا