اسماء الله الحسني
اسماء الله الحسني واسرارها ( العظيم جل جلاله )
اسماء الله الحسني واسرارها
( العظيم جل جلاله )
كل اسم من اسماء الله الحسني محور تدور حوله سائر الاسماء ، حتي ليبدو لنا عند النظر إليها مجتمعة كأنها اسم واحد ، وذلك لأن كل اسم منها يدل بمفرده علي منتهي الجلال والكمال ، بحيث لو ذكرنا الله باي اسم من اسمائه الحسني استدعي ذكره جميع الاسماء والصفات ، واستحضرها في ذهن الذاكر وقلبه. فالإسم عين المسمي بالنسبة للذات العلية .
قال تعالي : { قل ادعوا الله او ادعوا الرحمن ايا ما تدعوا فله الاسماء الحسني }
فالعظيم اسم من اسماء الله الحسني يشعرنا بأنه جل جلاله ليس لعظمته بداية ولا نهاية ، فهو العظيم في ألوهيته ، تعبد الخلق جميعا طوعا وكرها .: { تسبح له السموات السبع والأرض ومن فيهن وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم إنه كان حليما غفورا }
فهو العظيم في رحمانيته ، يتجلي علي عباده بواسع رحمته ، ويعمهم بعظيم فضله وٱحسانه
فعظمته جل شأنه لا تدركها الابصار ولا تحيط بها البصائر والافهام ، ولا تحد بحد ولا يعتريها نقص ؛ إذ لو اعتراه نقص لم يكن خالقا بل كان كان في عداد المخلوقات . يقول الله عز وجل : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير }
والمراد بالأبصار في الآية : جمع المبصرات والمدركات ، وهي الابصار التي تري الشئ في جهة محدودة وعلي بعد معين ، وبقدر ما ، وفي وقت ما .
والبصائر : التي تري بنور الله. ويدخل فيها سائر الحواس كالأذن واليد وغيرها. فالله عز وجل لا تدركه العيون الناظرة ، ولا الأسماع الواعية ، ولا القلوب المشرقة ، ولكن القلوب تعرف شيئا ما من آثار جلاله وجماله ، فتشهد له بالوحدانية المطلقة والعظمة التامة ، وتتعلق بخالقها بقدر ما فيها من إيمان
وإذا سلمت القوب من الآفات ، ارتقت في سلم الكمال البشري الي مقامات القرب ، ودنت من حضرت القدس ، فامتلأت حبا وخشية ، وآمنت من الغفلة ، وأنست بالذكر والفكر ، وطوفت في ملكوت السماوات والارض ، ورأت من آيات العظمة الإلهية ما رأت ، وأدركت بثاقب الفكر وحلاوة الذكر وقوة اليقين أنه لا إله إلا هو العلي العظيم ، وهذا هو التوحيد في اسمي حقيقته وأرقي
فالله عز وجل قد نصب الآدلة الكونية علي وحدانيته في العظمة ، فمن نظر أبصر ومن أبصر عرف ومن عرف وصل ومن وصل اتصل ومن اتصل بالله أغناه عن النظر في الآيات الكونية ، وأشهده علي نفسه بالعبودية فلزمها ودان له بها وعرف انه جل شانه هو الدليل علي وجود الخلق ، وليس الخلق هم الدليل علي وجوده .
*** فالناس في معرفة الله فريقين :
فريق يعرف الله بالنظر الي مخلوقاته ، فيشهد انه الواحد الأحد ، إذ هو الذي خلق فسوي وقدر فهدي
- والفريق الآخر يعرف الله عز وجل بقلبه دون النظر الي خلقه ، ويسبح بحمده دون حاجة الي من يدله ، لأنه علي الفطرة التي فطره الله عليها
{ فأقم وجهك للدين حنيفا فطرت الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن اكثر الناس لا يعلمون } . .
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا