اسماء الله الحسني
اسماء الله الحسني ( السميع البصير )
اسماء الله الحسني واسرارها
( السميع البصير )
عندما نتكلم عن اي اسم من اسماء الله الحسني ، ينبغي ان نضع في اعتبارنا انها اسماء جلال وجمال وكمال للذات العلية الأحدية ، ونراعي ما بينها من عروة وثقي ، تجمعها جميعا في نسق فريد واتجاه واحد ، ليس له شبيه ولا نظير ،
بمعني : ان مسماها واحد لا شريك له في ذاته وصفاته وأفعاله ، وانها في جلالها وجمالها وكمالها وصف واحد للفظ الجلالة ، فقد ذكرنا - انه علم علي الذات العلية ترد إليه بجميع الاسماء والصفات ، ولا يرد هو إليها ، فيقال : الله الرحمن الرحيم ، الملك القدوس ، السلام المؤمن المهيمن ، العزيز الجبار الي اخر الاسماء الحسني ، ولا يقال : الرحمن الرحيم ، الملك القدوس ، الله .
والنسق الذي يجمع الاسماء الحسني جميعها : هو احدية الذات ، فالواحد في ذاته واحد في صفاته وأفعاله .
قال تعالي : { ليس كمثله شئ وهو السميع البصير }
والمعني : ليس مثل صفته شئ فكاف التشبيه بمعني مثل ، ومعني ( مثله ) في الاية : صفته جل شانه : هي مجموع اسمائه الحسني وهي لا تحصي ، بعضها نعلمه ، وبعضها لا نعلمه .
قال تعالي : { ليس كمثله شئ وهو السميع البصير }
والمعني : ليس مثل صفته شئ فكاف التشبيه بمعني مثل ، ومعني ( مثله ) في الاية : صفته جل شانه : هي مجموع اسمائه الحسني وهي لا تحصي ، بعضها نعلمه ، وبعضها لا نعلمه .
فما نعلمه منها تسع وتسعون اسما ندندن حولها ، ونذكره بها ، ونقتدي به جل شانه فيما يحق لنا ان نقتدي به فيها ، فنكون رحماء ، لانه رحيم ، ونكون حلماء لأنه حليم ، ونكون كرماء ، لأنه كريم ، الي اخر ما هنالك من الاسماء التي لنا فيها أسوة .
والسميع البصير من اسمائه الحسني التي احاطنا الله بها علما في كتابه العزيز ، وذلك في نحو اربعين أية .
والسميع البصير من اسمائه الحسني التي احاطنا الله بها علما في كتابه العزيز ، وذلك في نحو اربعين أية .
وفي كل ايه ذكر فيها هذان الاسمان العظيمان تحمل لهما مدلولا خاصا يأتلف مع غيره ولا يختلف . وهذه المعاني أربعة .
المعني الاول : وهو المتبادر الي الذهن لاول وهلة : ان السميع هو الذي وسع سمعه الاصوات ؛ فلا يغيب عن سمعه صوت ، ولا يشغله صوت عن صوت ، ولا يخفي عليه صوت دبيب النملة او حركة الذرة او ذبذبات الصخور في اعمق اعماق البحار ، او في أعلي أعالي الجبال ، بل لا يغيب عن سمعه المعدومات ، وهي التي لم تدخل في حيز الوجود بعد ، فلا يقولن قائل : إن سمعه وسع اصوات الموجودات كلها ، ويكتفي بهذا ، فإن علم الله عز وجل كما وسع الموجودات والمعدومات فسمعه كذلك .
( فكل مسموع في الوجود او في العدم فقد وسعه سمع الله )
ولا تسال : كيف يسمع او باي آلة يسمع ، فهذا ليس من شانك ، ولا قدرة لك علي تحصيله ، فهو يسمع بذاته دون آلة او حاسة ، تنزه الله جل وعلا عن ذلك تنزيها تاما .
والمعني الثاني : وهو انه جل شأنه يعلم ما تحمله هذه الاصوات من معان ودلالات ،وما وراء هذه المعاني من مقاصد ومرامي
ويتبع هذا وذاك المعني الثالث : وهو انه جل شانه يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء عنه بإرادته النافذة وحكمته البالغة وقدرته المنفذة
ويؤيد هذا المعني قوله صل الله عليه وسلم في دعائه : " اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع ". : أي : لا يستجاب ولا يعتد به ؛ فكأنه غير مسموع.
ويؤيد هذا المعني قوله صل الله عليه وسلم في دعائه : " اللهم إني أعوذ بك من دعاء لا يسمع ". : أي : لا يستجاب ولا يعتد به ؛ فكأنه غير مسموع.
وقول المصلي : سمع الله لمن حمده . أي : قبل الله حمد من حمده .
ويتبع هذه المعاني الثلاثة معني اخر لا ينفك عنها : وهو إثبات هذه الصفه له جل شانه لتدخل في باب المعتقد ؛ إذ لولا انه وصف نفسه بالسميع ما وصفناه به ؛ لاعتقادنا ان الوصف بالعلم يشمله ؛ فالعليم بالضرورة سميع بصير ، خبير محيط .
قال تعالي : { وإذ يرفع ابراهيم القواعد من البيت وإسماعيل ربنا تقبل منا إنك انت السميع العليم } .
وكذلك جاء في دعاء زكريا : { هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء } .
وجاء في سورة مريم : { ذكر رحمت ربك عبده زكريا * إذ نادي ربه نداء خفيا } .
وقوله تعالي في سورة المجادلة : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي الي الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير } .
اسماء الله الحسني ( السميع البصير )
( البصير )
( البصير )
اما البصير : فهو الذي يبصر جميع المرئيات من غير آلة ولا حاسة ، فكما انه يسمع بذاته يبصر بذاته ؛ بل يبصر المعدومات التي هي سوف تكون في حيز الوجود ، وذلك لان إبصار الله للامور المرئية يغاير الإبصار من جميع الوجوه
وهو الذي يبصر الاشياء علي ما ستؤول اليه ، ويعلم حقائقها ودقائقها ، وما وراءها من المقاصد والغايات ، وما لها من الدلالات القريبة والبعيدة .
وقد أثبت سبحانه لنفسه البصر فوجب علينا اعتقاده لكن علي النحو الذي عرفناه في الاسم السابق ، فهو المنزه بذاته وصفاته وافعاله عن سائر صفات مخلوقاته .
فقد عرفت إذن ان للبصير اربع معان :
إبصار المرئيات او التي من شانها ان تري ، او المعدومات التي سوف تظهر الي حيز الوجود من غير الة ولا حاسة ، والعلم بما ستؤول اليه والإحاطة بحقائقها ودقائقها ، والقضاء بين عباده بما فيه خير لهم ، وإثبات ان له بصرا ليس كابصارنا
وبعد فإنه من علم علم اليقين ان الله يسمعه ويراه ، ويعلم سره ونجواه - لم يضع نفسه في الموضع الذي لا يريد الله ان يضع نفسه فيه ، ولا ان يتخلي عنه موضع اراد الله له ان يكون فيه ، وهذا هو التوحيد الخالص في اسمي صوره ، وارقي معانيه .
وقد قالوا : علامة حبك لله : ألا يراك حيث نهاك ، ولا يفتقدك حيث أمرك .
وقد قالوا : علامة حبك لله : ألا يراك حيث نهاك ، ولا يفتقدك حيث أمرك .
و
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا