الرئيسية موضوعات معاصرة الوحي الإقراري

موضوعات معاصرة

الوحي الإقراري

student guide 0

A+ A-

الوحي الإقراري :

أما الوحي الإقراري فهو أن يجتهد صل الله عليه وسلم في الأمر فيسلك فيه مسلكا ما ، فإن كان صوابا أقره الوحي ، وإن كان غير صواب نبهه الوحي ، وحينئذ يكون إعلاميا
فالوحي التقريري هو ما اقر الله سبحانه وتعالي نبيه فيه علي صواب فعله من تلقاء نفسه

فما صدر منه صل الله عليه وسلم من قول او فعل أو إقرار بين حالين :
١- حال الإيحاء ، بأن يوحي الله إليه بالأمر ابتداء فيتمثل ، او يوحي اليه انتهاء ليعرفه سبحانه ما يتفق وشريعته ، وهذا قليل ونادر ، ومثاله ما حدث في أسري بدر .

وهذه الحال الكثير الغالب ، فكثيرا ما ابتدأه الوحي ، وربما سئل عن الشئ فسكت حتي جاءه الوحي ، كما في حديث الذي أحرم وعليه جبة وخلق وكما في حديث المتلاعنين
وسئل عن الروح فسكت حتي نزلت الآية { وما أوتيتم من العلم إلا قليلا } 

وسئل عن توزيع التركة فسكت حتي نزلت آية الميراث
ولما أخبر النساء عن فضل من مات له ثلاثة من الولد سألته إحداهن عمن مات له أثنان ، فسكت فأعادتها مرتين ، فلما أوحي إليه قال لها : واثنين واثنين واثنين .

٢- حال عدم الإيحاء : وذلك بتركه صل الله عليه وسلم وشأنه فيتصرف صوابا ، فيقره الله سبحانه وتعالي علي ذلك .

وهذه الحال من مستلزمات سلامة الدين ، فما كان الله عزوجل ليترك خطأ يصدر من رسوله المبلغ عنه ، مما يترتب عليه وقوع الأمة فيه أتباعا .

وإذا كانت الحكمة من إرسال الرسل أن لا تكون للناس علي الله حجة { رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل }   ، فإن ذلك يتم بعصمة المرسل من الوقوع في أي خطأ ، وإلا نبهه ، كما في حديث أبي قتادة ان رجلا سأل رسول الله صل الله عليه وسلم أرأيت إن قتلت في سبيل الله تكفر عني خطايا؟
فقال له رسول الله صل الله عليه وسلم : نعم ، إن قتلت في سبيل الله ، وانت صابر محتسب ، مقبل غير مدبر ثم قال رسول الله كيف قلت ؟ 

قال : أرأيت إن قتلت في سبيل الله أتكفر عني خطاياي ؟
فقال رسول الله : نعم ، وأنت صابر محتسب ، مقبل غير مدبر إلا الدين فإن جبريل - عليه السلام - قال لي ذلك .

ولقد كان معلوما لدي الصحابة ان إقرار الرسول صل الله عليه وسلم إقرار من الله سبحانه وتعالي ، وأنه لو حدث أمر يخالف الإسلام لجاء الوحي فأنكر عليهم ذلك
لقد كانوا يعرفون أن الوحي قريب وكثير ، فلن يترك أمرا مخالفا يمر ، فما أقره رسول الله صل الله عليه وسلم دون وحي فإنما هو من الإسلام وإلا جاء الوحي .

يشهد لذلك ما روي عن جابر من قوله :" كنا نعزل علي عهد رسول الله صل الله عليه وسلم  والقرآن ينزل "  قال سفيان  - أحد رجال هذا الحديث - موضحا كلام جابر : لو كان شئ ينهي عنه لنهانا عنه القرآن
ويظهر من كلام جابر هذا أن جابرا استدل علي شرعية العزل بتقرير الله سبحانه وتعالي 

وعليه فجابر يري ان الوحي لا يقتصر علي مراقبة رسول الله صل الله عليه وسلم
وإنما يراقب الامة كلها ، فأيما فعل فعلوه مخالفا الإسلام نبه الوحي عليه ، وإيما فعل فعلوه زمن الوحي وأقرهم عليه الوحي فهو من الإسلام .

. .

الوسوم: موضوعات معاصرة