نعمة العافية
★نعمة العافية★
*قال تعالى :
"وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ ".
*وقال عليه الصلاة والسلام :
"أيها الناس لا تَمَنَّوا لقاء العدو ، وسَلُوا الله العافية ". رواه البخاري ومسلم .
*عَـدَّ النبي عليه الصلاة والسلام العافيةَ أفضلَ ما أُعطِيَ العبد ، فقال :
"سلوا الله العافية فإنه لم يُعطَ عبدٌ شيئاً أفضل من العافية" . رواه الإمام أحمد وغيره .
*وعن العباس بن عبد المطلب قال :
قلت يا رسول الله علمني شيئا أسألَهُ الله , قال :
( سَلِ اللهَ العافية) فمكثت أياماً ثم جئت فقلت :
يا رسول الله علمني شيئا أسأله الله , فقال لي : ( يا عباس , يا عم رسول الله , سل الله العافية في الدنيا والآخرة ) ..
★وجاء في الأثر:
"لو أن يوسف سأل الله العافية لما سُجِنَ، ولكنه قال:
رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه"
*" لأن أُعافى فأشكر ،أحب إلي من أن أُبتَلى فأصبر " ....
بهذه الكلمات النَدِيَّة الجَلِيَّة كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يعلن بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم رؤيةَ الإسلامِ الواضحةَ تجاه قضية السراء والضراء ..
قضية البلاء والابتلاء .. *ليكشفَ للدنيا كلها وسطية هذا الدين ومنهجه المتوازن المتناسق في كل أبعاده مع كيان الإنسان ..
هذا الإنسان الضعيف الذي قد تخدعه بعض لحظات الصفاء...
فيتمنى لو طهره الله من الذنوب في الدنيا فَيُعَجِّل له البلاء والعقوبة ...
وهيهات أن يكون تمني البلاء مما يرضاه الله ورسوله ...
بل ثوب التوبة والعافية خير وأبقى ..
هذا فضلاً على أن المرء لا يعلم مآل أمره إذا تمنى البلاء: هل يصبر أو يضعف؟؟
بل إن تمني البلاء فيه من صورة الإعجاب بالنفس والاتكال على القوة والوثوق بها وترك الاستعانة بالله , فنسأل الله العافية والسلامة التي لا يعدلها شيء ...
*يقول ابن الجوزي :
"السعيد من ذُلَّ لله وسألَ العافية , فإنه لا يوهب العافية على الإطلاق , إذ لابد من بلاء , ولا يزال العاقل يسأل العافية ليتغلب على جمهور أحواله , فيقرب الصبر على يسير البلاء....
*وكُنت أقف حيناً مُتأمِّلاً ، وأحياناً مُعتبِراً ، وحينا ثالثاً مُتسائلاً :
☆لماذا العافية وحدها ؟..
☆وأين تكون العافية ؟..
★العافية ..
*عافية في الجسد ..
*وعافية في الولد ..
*وعافية في المال ..
*وعافية المجتمع الذي تنتمي إليه..
*وفوق ذلك كلّه : العافيةفي الدِّين ....
★عافية الجسد ..
*وأنت تمشي على الأرض ولك وئيد ! وصوت شديد !
*عافية الجسد .. وأنت تنظر وترى النور..
*عافية الجسد .. وأنت تسمع للهمس..
*عافية الجسد .. وأنت تنام ملء عينيك..
*عافية الجسد .. وأنت تقوم وتقعد وتتحرك...
*عافية الجسد .. وأنت تتنفّس وتضحك...
*عافية الجسد .. وأنت تنطق وتتكلّم وتُعبِّر عما تُريد....
*عافية الجسد... وأنت تقضي حوائجك تشرب.. تأكل.. تتبول.. تتغوط... دون معاناة ولا ألم..
★أما عافية الولد :
*ففي صلاح قلبِه وقالبه ...
*وفي استقامته وهدايته ..
*وفي أن تُمتّع به .. وأن يكون قُرَّةَ عين لك؛ حتى إذا شبّ وترعرع تمنّيت أن تَدْفَع عنه بالراحتين ..
★وأما العافية في المال:
*ففي بركته ..
*وفي نمائه ..
*وفي أن يكون مصدره حلالاً ، ومصرفه حلالاً ..
*وأن يُحفَظ من كل آفـة ..
*أما عافية المجتمع:
ففي توادِّ أبناءه وتعاطفهم وتراحمهم وكأنهم بنيان مرصوص.. رحماء بينهم أشداء على أعداءهم لاينغصهم عواء الذئاب وفتن الليل والنهار...
★★وأما العافية التي هي فوق كل عافية .. *فعافيةالدِّين ..
*العافية في الإيمان .
*العافية في الثبات على دين الله عزّ وجلّ .
*العافية في اليقين .
*العافية في السلامة من الوسواس .
*العافية في القلب من كل شُبهة وشهوة ، فيكون كالمرآة الصقيلة لا يضرّها ما مرّ على ظاهرها .
*العافية في العلم والخشية من الله.
لذا كان يُقال : من عُوفِي فليحمد الله .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا ))...
فعلمت عِلم يقين .. أن العافية والسلامة لا يَعدِلهما شيء ..
*كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه حين يمسي وحين يصبح :
"اللهم إني أسألك العافية في الدنيا والآخرة ، اللهم إني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي وأهلي ومالي ، اللهم استر عوراتي ، وآمن روعاتي ، اللهم احفظني من بين يدي ومن خلفي ومن يميني وعن شمالي ومن فوقي ، وأعوذ بعظمتك أن أُغتال من تحتي" .
م*فاللهم إنا نسألك العفو العافية والمعافاة الدائمة في الدين والبدن والدنيا والآخرة ونسألك اللهم حسن الختام...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا