موضوعات معاصرة
سابقوا إلي الله ( الذاكرون هم اسبقهم )
سابقوا إلي الله ( الذاكرون هم اسبقهم )
أن عمال الآخرة كلهم في مضمار السباق والذاكرون هم أسبقهم في ذلك المضمار ولكن القترة والغبار يمنع من رؤية سبقهم فإذا انجلى الغبار وانكشف رآهم الناس وقد حازوا قصب السبق قال الوليد بن مسلم قال محمد بن عجلان : سمعت عمرو مولى غفرة يقول :
إذا انكشف الغطاء [ للناس ] يوم القيامة عن ثواب أعمالهم لم يروا عملا أفضل ثوابا من الذكر فيتحسر عند ذلك أقوام فيقولون : ما كان شيء أيسر علينا من الذكر وقال أبو هريرة : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : سيروا سبق المفردون قال : الذين أهتروا في ذكر الله تعالى يضع عنهم أوزارهم أهتروا بالشيء وفيه أولعوا به ولزموه وجعلوه دأبهم وفي بعض ألفاظ الحديث المستهترون بذكر الله ومعناه الذين أولعوا به يقال : استهتر فلان بكذا إذا ولع به
وفيه تفسير آخر أن أهتروا في ذكر الله أي كبروا وهلك أقرانهم وهم في ذكر الله تعالى يقال أهتر الرجل فهو مهتر إذا سقط في كلامه من الكبر والهتر السقط من الكلام كأنه بقي في ذكر الله تعالى حتى خرف وأنكر عقله والهتر الباطل أيضا ورجل مستهتر إذا كان كثير الأباطيل وفي حديث ابن عمر : أعوذ بالله أن أكون من المستهترين وحقيقة اللفظ أن الاستهتار الإكثار من الشيء والولوع به حقا كان أو باطلا وغلب استعماله على المبطل حتى إذا قيل فلان مستهتر لا يفهم منه إلا الباطل وإنما إذا قيد بشيء تقيد به نحو مستهتر وقد أهتر في ذكر الله تعالى أي أولع به وأغري به ويقال : استهتر فيه وبه وتفسير هذا في الأثر الآخر : [ أكثروا ذكر الله تعالى حتى يقال مجنون ]
[ الوابل الصيب - ابن قيم الجوزية ]
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا