اسماء الله الحسني
اسماء الله الحسني واسرارها ( الحميد جل جلاله )
اسماء الله الحسني واسرارها
( الحميد جل جلاله )
من ذكر الله عز وجل بهذا الاسم المقدس شعر من اعماق نفسه بعجزه عن شكره علي وافر نعمه التي لا تحصي ، وهذا الشعور بالعجز هو عين الشكر في الحقيقة ؛ لأنه اعتراف جازم بكمال الله في ذاته وصفاته وأفعاله .
فالحميد : هو الذي يستحق الحمد أزلا وأبدا ، ويستوجب الثناء الحسن الجميل من جميع المكلفين ، مع استغنائه عنهم وعن عبادتهم وحمدهم له وثنائهم عليه .
وقد علمنا جل شأنه كيف نحمده فأنزل فاتحة الكتاب ؛ ليكون حمدنا له صادرا منه وعائدا إليه .
وهي سورة تعليمية خبرية في ألفاظها ، طلبية في معانيها بنيت علي تقدير ( قل )
أي قولوا : { الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين } الي آخر السورة
فإن قلت لماذا لم يقل : ( احمدوني ) بصيغة الأمر بدلا من الصيغة الخبرية ؟
قلت : لأن في التعبير بالصيغة الخبرية إشارة إلي استغنائه عن حمد عباده بحمده لنفسه ، فكأنه قال : الحمد ثابت لله مستحق له سواء حمدتموه أم لم تحمدوه .
أي قولوا : { الحمد لله رب العالمين * الرحمن الرحيم * مالك يوم الدين } الي آخر السورة
فإن قلت لماذا لم يقل : ( احمدوني ) بصيغة الأمر بدلا من الصيغة الخبرية ؟
قلت : لأن في التعبير بالصيغة الخبرية إشارة إلي استغنائه عن حمد عباده بحمده لنفسه ، فكأنه قال : الحمد ثابت لله مستحق له سواء حمدتموه أم لم تحمدوه .
وحمدنا لله لا يتمثل في هذه الكلمة وحدها ، ولكنه يقوم علي كل ما تضمنته سورة الفاتحة من المعاني والمقاصد .
ومنبع الحمد ومصبه في قوله تعالي : ( إياك نعبد وإياك نستعين ) فهي المبدأ والمنتهي للفرار منه إليه ، وهي الشكر في اسمي صوره وأرقي معانيه .
قال الله تبارك وتعالي : { قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الاسماء الحسني ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا * وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا } .
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا