اسماء الله الحسني
من اسماء الله الحسني ( الرحيم )
من اسماء الله الحسني ( الرحيم )
فهو الاسم الثالث من اسماء الذات العلية ، يقترن بالأسم الثاني ويلازمه ، ويدل علي ما يدل عليه مع فارق يسير بينهما .
فالرحمن : صاحب الرحمة العامة في الدنيا لجميع الخلق ، وصاحب الرحمة العامة بالمؤمنين يوم القيامة .
والرحيم : هو صاحب الرحمة العامة بالمؤمنين وغيرهم في الدنيا ، كما قال تعالي : { إن الله بالناس لرءوف رحيم }. . أي : رحيم بجميع الناس علي اختلاف أجناسهم ومللهم .
اما في الآخرة فهو رحيم بالمؤمنين دون غيرهم ، كما قال تعالي : { هو الذي يصلي عليكم وملائكته ليخرجكم من الظلمات الي النور وكان بالمؤمنين رحAيما }. الاحزاب
والفرق الذي بينهما : أن ( الرحمن ) اسم ذات معني : أنه رحمن في ذاته
والرحيم : صفة فعل يتعلق بالعباد ؛ فهو يرحمهم برحمته ، ويتولاهم بعنايته ويسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة .
والرحيم : صفة فعل يتعلق بالعباد ؛ فهو يرحمهم برحمته ، ويتولاهم بعنايته ويسبغ عليهم نعمه ظاهرة وباطنة .
ولعلك تسأل - عن السر في تقديم الرحمن علي الرحيم في البسملة وفي اواخر سورة الحشر وغيرها ،
فأقول : إن تقديم الرحمن علي الرحيم وذكره بعد لفظ الجلالة مباشرة للتخفيف من وطأة المهابة التي تحصل للعبد من ذكر هذا الأسم الأعظم الذي ترد إليه جميع الأسماء والصفات ،
وجاء اسم الرحيم بعد اسم الرحمن ، ليبعث في المؤمنين الرجاء والطمع في رحمته ، فإنه إذا سمع العبد : " بسم الله الرحمن " ربما وقع في نفسه أنه رحمن في ذاته لا تتعدي رحمته إلي المخلوقاته ، فإذا سمع اسم " الرحيم " وقر في قلبه أن الرحمة كما هي من أوصاف ذاته هي من أوصاف أفعاله ، فيطمع فيها ويرتجيها ويتعرض لها بالطاعة والانقياد .
ولا ينبغي ان نفهم أن بين صفات الله تفاوتا في القوة والشعف ، فنقول : علام أبلغ من عليم ، وعليم أبلغ من عالم . وغفار ابلغ من غفور ، وغفور ابلغ من غافر ، ...... فصفاته جل شأنه كلها في منتهي الكمال ، لكن كل اسم من اسمائه الحسني له وقع خاص في النفوس المؤمنة في كل حال من حالاتها. وفي كل وقت من اوقاتها .
فالمؤمن أحيانا يجد حلاوة في ذكر الله باسم الرحمن ، فيذكره به ، فإذا انتقل الي الرحيم ، وذكر الله به ، وجد لذكره في قلبه حلاوة ، وهكذا قل في سائر اسمائه وصفاته .
وهي حلاوة تتنوع ولا تختلف ، وتلتقي كل انواعها عند مقام الحب ، وهو مقام عظيم يجد فيه المؤمن الروح والريحان ، والانس والامان والرضا التام بقضاء الله وقدره .
فإن هذين الاسمين من العلم الاول علي الذات العلية ، ومفتاح لكل خير ، ومغلاق لكل شر ، لهذا افتتح الله كتابه العزيز بالبسملة ، وجعلها فاتحة لكل سورة من سوره ؛ ليشعر كل مؤمن بأنه لا ملجأ له من الله إلا إليه ، ولا خير يأتيه إلا من قبله ، ولا يدفع الشر عنه احد سواه .
ونحن عندما نقرا البسملة ونرددها في صلواتنا وخلواتنا ، وفي جميع امورنا التي نرجو من ورائها الخير والبركة ، نشعر من اعماق قلوبنا أننا أمام آية قامت به السماوات والأرض ، واعتدل بها نظام الكون كله ، وتعلق بها التدبير المحكم والميزان الدقيق ، الذي وضعه الله في ملكه وملكوته ، فكل شئ ببسم الله كان ، وكل شئ ببسم الله يكون .
ولهذا قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر " أي منزوع البركة ، لا خير فيه .
ولهذا قال رسول الله صل الله عليه وسلم : " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر " أي منزوع البركة ، لا خير فيه .
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا