>
جاري تحميل ... حب النبى

إعلان الرئيسية

المشاركات الشائعة

مقالات مهمة

إعلان في أعلي التدوينة

موضوعات معاصرة

ما هي فوائد الصلاة في الدنيا

ماهي فوائد الصلاة في الدنيا ؟


ماهي فوائد الصلاة في الدنيا ؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صل الله عليه وسلم
كل ما أتت به الشريعة الإسلامية - ومنها الصلاة - فهو محقق لمصالح الدنيا والآخرة .
قال العز بن عبد السلام رحمه الله تعالى :
" التكاليف كلها راجعة إلى مصالح العباد في دنياهم وأخراهم " .
انتهى من " قواعد الأحكام " ( 2 / 73 ) .

وقال ابن القيم رحمه الله تعالى :
" فإن الشريعة مبناها وأساسها على الحِكَم ، ومصالح العباد في المعاش والمعاد ، وهي عدل كلها ، ورحمة كلها ، ومصالح كلها ، وحكمة كلها ...
فهي قرة العيون ، وحياة القلوب ، ولذة الأرواح ؛ فهي بها الحياة والغذاء ، والدواء والنور ، والشفاء والعصمة ، وكل خير في الوجود فإنما هو مستفاد منها ، وحاصل بها ، وكل نقص في الوجود فسببه من إضاعتها ، ولولا رسوم قد بقيت لخربت الدنيا وطوي العالم ، وهي العصمة للناس وقوام العالم ، وبها يمسك الله السموات والأرض أن تزولا ، فإذا أراد الله سبحانه وتعالى خراب الدنيا ، وطي العالم : رفع إليه ما بقي من رسومها ؛ فالشريعة التي بعث الله بها رسوله هي عمود العالم ، وقطب رحى الفلاح والسعادة في الدنيا والآخرة " .

انتهى من " اعلام الموقعين " ( 4 / 337 - 338 ) .
فالصلاة أوجبها الله تعالى بهذه الصفة المعروفة في نصوص الكتاب والسنة ، محققة لجملة من مصالح العباد الدنيوية والأخروية .
وبتأمل الإنسان للصلاة وأحكامها يرى مدى عظمة نفعها للناس في هذه الدنيا ، ومن ذلك

أولا :
تحقيقها لصحة النفس وسعادتها ، وذلك من وجوه :
الوجه الأول :
تحقيق الحكمة الكبرى من خلق العباد في هذه الحياة الدنيا ، وإنزال الكتب ، وإرسال الرسل : وهي تحقيق العبادة الخالصة لله جل جلاله ، وشعور العبد أنه مرتبط ـ دائما ـ وفي كل أوقاته إلى هذه العروة الوثقى ، وأنه : ما ذهب في مذهب ، وراح مراحا ، إلا وهو عائد إلى ربه ، مقبل عليه . 

قال الله تعالى : ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ ) الذاريات/56-58 .
وقال تعالى : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) البينة/5 .
وقال تعالى : ( قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ) الأنعام/162-163 .

الوجه الثاني : 
من المعلوم من نصوص الشرع ، ومن واقع حياة الناس أن أصح الناس نفسا وأعدلهم مزاجا وأكثرهم سعادة هم الأتقياء الصالحون .
قال الله تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97.

وقال الله تعالى : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَن نَّجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَّحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ )الجاثية /21 .
وأعظم باب لتحقيق الصلاح والتقوى هو الالتزام بالصلاة وإقامتها حق الإقامة من غير إخلال بها ، فمن أقامها وحافظ عليها بشروطها وأركانها وواجباتها وسننها ، فإنه يبعد نفسه عن سبل المنكر والفحشاء ، ويحقق تقوى الله تعالى ، ويدخل في زمرة عباد الله الصالحين .

قال الله تعالى : ( اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) العنكبوت /45.
الوجه الثالث :
هذه الحياة لا تخلو من الهموم والأحزان ، ولابدّ للإنسان للخروج من ضغوطها أن يكون عنده من يشكو له همه وأحزانه ، والمسلم إنما يشكو همه وحزنه إلى الله تعالى .
كما حكى الله تعالى قول يعقوب عليه السلام : ( قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ ) يوسف/ 86 .

وأفضل وقت وحال لبث الإنسان أحزانه وهمومه إلى الله تعالى ، هو وقت الصلاة ؛ لأنه يكون بين يديه والعبد أقرب ما يكون من ربه حال سجوده .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الْعَبْدُ مِنْ رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ ، فَأَكْثِرُوا الدُّعَاءَ ) رواه مسلم ( 482 ) .
فالصلاة تعين المسلم على إزاحة هموم الدنيا وأحزانها .
قال الله تعالى : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) البقرة /45.

قال ابن كثير رحمه الله تعالى :
" يقول تعالى آمرا عبيده ، فيما يؤملون من خير الدنيا والآخرة ، بالاستعانة بالصبر والصلاة ...
وأما قوله : ( وَالصَّلَاةِ ) فإن الصلاة من أكبر العون على الثبات في الأمر ...
عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه نعي إليه أخوه قُثَم وهو في سفر ، فاسترجع ، ثم تنحى عن الطريق ، فأناخ فصلى ركعتين أطال فيهما الجلوس ، ثم قام يمشي إلى راحلته وهو يقول : ( وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) " .
انتهى من " تفسير ابن كثير " ( 1 / 251 - 253 ) .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جاءه ما يهمه فزع إلى الصلاة .
عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: " كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ ، صَلَّى " رواه أبوداود ( 1319 ) ، وحسنه الألباني في " صحيح أبي داود " ( 1192 ) .
فالحاصل من كل ما مضى ؛ أن الصلاة تساهم في تقويم نفس المسلم واعتدال مزاجها .
قال الله تعالى : ( إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا ، إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا ، وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ، إِلَّا الْمُصَلِّينَ ، الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ )المعارج / 19 – 23 .
الوجه الرابع ، وهي فوائد تبعية ، وليست مقصودة بالقصد الأصلي للعبادة :
أن كثيرا من الفوائد والمصالح الجسدية والبدنية : تعود على العبد ، بما يحافظ عليه من الصلاة في مواقيتها ؛ الصلاة لا تتم إلا بشرط الوضوء ، وطهارة الجسد والثياب وبقعة الصلاة من النجاسات ، ويندب للمصلي استعمال السواك ، وأن يستعمل أحسن ثيابه ، وأن يغتسل ويتطيب لصلاة الجمعة ، كما يجب عليه الاغتسال للصلاة إذا أصابته جنابة 

وهذه الأعمال أنفع وقاية للإنسان من الأمراض ، والحكمة الطبية تقول : الوقاية خير من العلاج .
والصلاة منشطة للجسم مذهبة للخمول خاصة إذا كان المصلي كثير النوافل وكثير المشي إلى المساجد .
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ إِذَا هُوَ نَامَ ثَلاَثَ عُقَدٍ ، يَضْرِبُ على كُلَّ عُقْدَةٍ : عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ . فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ ، فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ ، وَإِلَّا أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ ) رواه البخاري ( 1142 ) ، ومسلم ( 776 ) .

ومن ذلك أيضا : الفوائد الاجتماعية :
فللصلاة فائدة هامة وعظيمة للمجتمع المسلم وذلك من خلال الصلاة جماعة في المساجد ، والتعارف والتقارب بين الناس في مثل تلك الأماكن الفاضلة ، وتوحد القلوب على العبادة ، واستقامتها في صف واحد ، من غير تفريق بين كبير ولا صغير ، ولا غني ولا فقير .
ثم في طي ذلك من الحكم ، ومنافع العبد ومصالحه ، في دينه ودنياه ، ما لا يبلغ قدره إلا الحكيم الخبير : (أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ) الملك/14 .
والله أعلم .

. .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

مدونة حب النبى هى مدونة اسلامية شاملة تتحدث عن شتى الموضوعات الاسلامية مثل الأسئلة الفقهية و الفتاوى والثقافة الاسلامية فى الموضوعات المعاصرة و قصص الصحابة و التابعين و سيرة النبى محمد عليه افضل الصلاة والسلام و تهدف الى نشر القيم النبيلة و الاخلاق الحمديدة فى مجتمعنا العربى,