موضوعات معاصرة
أي الناس أحب إليك ؟ ، كان صل الله عليه وسلم يتعامل مع الناس بمهارات اخلاقية راقية
أي الناس أحب إليك ؟؟؟
تكون أقوي الناس قدرة علي استعمال مهارات التعامل مع الآخرين عندما تتعامل مع كل أحد تعاملا رائعا ، يجعله يشعر أنه أحب الناس إليك . فتتعامل مع أمك تعاملا رائعا ، مشبعا بالتفاعل والأنس والاحتفاء ، إلي درجة أنها تشعر أن هذا التعامل الراقي لم يلقه أحد منك قبلها .
وقل مثل ذلك عند تعاملك مع ابيك ، مع زوجتك ، أولادك ، زملائك ، بل قل مثله عند تعاملك مع من تلقاهم مرة واحدة ، كبائع في دكان ، أو عامل في محطة وقود .
كل هؤلاء تستطيع أن تجعلهم يجمعون علي أن أحب الناس إليهم إذا اشعرتهم أنهم أحب الناس إليك .
وقد كان صل الله عليه وسلم قدوة في ذلك . إذ ان من تتبع سيرته وجد أنه كان يتعامل بمهارات أخلاقية راقية . فيعامل كل أحد يلقاه بمهارات ، من احتفاء وتفاعل وبشاشة ، حتي يشعر ذلك الشخص أنه أحب الناس إليه ، وبالتالي يكون هو أيضا صل الله عليه وسلم أحب الناس إليهم ؛ لأنه أشعرهم بمحبته .
كان عمرو بن العاص رضي الله عنه داهية من دهاة العرب ، حكمة وفطنة وذكاء فأدهي العرب أربعة ، عمرو واحد منهم .
أسلم عمرو وكان رأسا في قومه ، فكان إذا لقي النبي صل الله عليه وسلم في طريق رأي البشاشة والمؤانسة ، وإذا دخل مجلسا فيه النبي صل الله عليه وسلم رأي الاحتفاء والسعادة بمقدمه ، وإذا دعاه النبي صل الله عليه وسلم ناداه بأحب الاسماء إليه .
شعر عمرو بهذا التعامل الراقي وداوم علي الاهتمام والتبسم - أنه أحب الناس الي رسول الله فأراد ان يقطع الشك باليقين ، فأقبل يوما الي النبي صل الله عليه وسلم وجلس إليه ، ثم قال : يا رسول الله
أي الناس أحب إليك ؟
فقال : " عائشة "
قال عمرو : لا ، من الرجال يا رسول الله ؟
فقال صل الله عليه وسلم : " أبوها " . قال عمرو : ثم من ؟
قال : ثم عمر بن الخطاب . قال: ثم أي ؟
فجعل النبي صل الله عليه وسلم يعدد رجالا
يقول : فلان ثم فلان ، بحسب سبقهم إلي الإسلام . وتضحيتهم من أجله .
فقال عمرو : فسكت مخافة أن يجعلني في آخرهم
فأنظر كيف استطاع صل الله عليه وسلم أن يملك قلب عمرو بمهارات أخلاقية مارسها معه . بل كان ينزل الناس منازلهم ، وقد يترك اشغاله لأجلهم ؛ لإشعارهم بمحبته لهم وقدرهم عنده .
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا