موضوعات معاصرة
طرق الخير كثيرة وأفضلها بعد الفرائض طلب العلم الشرعي
طرق الخير كثيرة وأفضلها بعد الفرائض طلب العلم الشرعي
"...ومنهم من يرغب العلم وطلب العلم ، الذي هو في وقتنا هذا قد يكون أفضل أعمال البدن ؛ لأن الناس في الوقت الحاضر ، في عصرنا ، هذا محتاجون إلى العلم الشرعي ،
لغلبة الجهل، وكثرة المتعالمين الذين يدعون أنهم علماء ، وليس عندهم من العلم إلا بضاعة مزجاة ، فنحن في حاجة إلى طلبة علم ، يكون عندهم علم راسخ ثابت مبني على الكتاب والسنة ، من أجل أن يردوا هذه الفوضى التي أصبحت منتشرة في القرى والبلدان ؛ كل إنسان عنده حديث أو حديثان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتصدى للفتيا ،
ويتهاون بها ، وكأنه شيخ الإسلام ابن تيمية ، أو الإمام أحمد أو محمد بن إدريس الشافعي ! ، أو غيرهم من الأئمة ، وهذا ينذر بخطر عظيم ؛ إن لم يتدارك الله الأمة بعلماء راسخين ، عندهم علم قوي وحجة قوية .
ولهذا نرى أن طلب العلم اليوم أفضل الأعمال المتعدية للخلق ، أفضل من الصدقة ، وأفضل من الجهاد ، بل هو جهاد في الحقيقة ، لأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ جعله عديلاً للجهاد في سبيل الله ،
وليس الجهاد الذي يشوبه ما يشوبه من الشبهات ، ويشك الناس في صدق نية المجاهدين ، لا ، الجهاد الحقيقي الذي تعلم علم اليقين أن المجاهدين يجاهدون لتكون كلمة الله هي العليا ، فتجدهم مثلاً يطبقون هذا المبدأ في أنفسهم قبل أن يجاهدوا غيرهم ، فالجهاد الحقيقي في سبيل الله : الذي يقاتل فيه المقاتلون لتكون كلمة الله هي العليا يعادله طلب العلم الشرعي ، ودليل ذلك قوله تعالى : ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ) ،
يعني ما كانوا ليذهبوا إلى الجهاد جميعاً ، ( فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ ) يعني وقعدت طائفة ، وإنما قعدوا ( لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) (التوبة:122) ،
فجعل الله طلب العلم معادلاً للجهاد في سبيل الله ، الجهاد الحق الذي يعلم بقرائن الأحوال وحال المجاهدين أنهم يريدون أن تكون كلمة الله هي العليا .
فالمهم أن طرق الخير كثيرة ، وأفضلها فيما أرى ـ بعد الفرائض التي فرضها الله ـ هو طلب العلم الشرعي"
- المصدر : [شرح رياض الصالحين ج1 صـ(٣٨٩-٣٩٠
- المصدر : [شرح رياض الصالحين ج1 صـ(٣٨٩-٣٩٠
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا