موضوعات معاصرة
وظائف السجود ( الذل والافتقار )
وظائف السجود ( الذل والافتقار )
مكن أعز أعضائك وهو الوجه من أذل الأشياء وهو التراب ، لتتدارك ما نزل بك من الهفوة والغفلة والإعراض الذي خرج بك عن أصلك يا ابن التراب .
وأقرب باب يدخل منه العبد علي الله تعالي هو. الإفلاس ، فلا يري لنفسه حالا ولا مقالا يمن بها علي ربه أو يتطاول بها علي خلقه ، بل يدخل علي الله تعالي من باب الافتقار الصرف والإفلاس المحض ، دخول من كسر الفقر والمسكنة قلبه حتي وصلت تلك الكسرة إلي سويدائه فانصدع ، وشملته الكسرة من كل جهاته ، وشهد أن في كل ذرة من ذراته الظاهرة ، والباطنة فاقة تامة وضرورة كاملة إلي ربه تبارك وتعالي ،
وانه إن تخلي عنه الله طرفة عين هلك وخسر خسارة لا تجبر إلا أن يعود إلي مولاه ليتداركه برحمته .
وإن أمكنك ان تجعل بينك وبين الارض حائلا فتسجد علي الارض مباشرة فافعل ، فإن ذلك أجلب للخشوع وأدل علي الذل ، وقد كان النبي صل الله عليه وسلم لا يتقي بوجهه الارض قصدا بل يسجد عليها بلا حائل ، ولذا سجد في الماء والطين مبالغة في التواضع والتذلل لله، فإذا اتفق لك ذلك فافعل ، وتيقن أن الارض سترد إليك يوما ما هذا الجميل كما حكي ذلك عطاء الخرساني :
""ما من عبد يسجد لله سجدة في بقعة من بقاع الارض إلا شهدت له يوم القيامة وبكت عليه يوم يموت " .
عند السجود اعط كل عضو من أعضائك حظه من الذل والعبودية ، فضع رأسك بالارض بين يدي ربك ، راغما له انفك ، معفرا وجهك ، وقد سجد معه أنفك ويداك وركبتاك ورجلاك .
وارفع بطنك عن فخذيك عن ساقيك وعضديك عن جنبيك ولا تضعهما علي الارض ليستقل كل عضو من أعضائك بالعبودية ويأخذ كل جزء منك حظه من الخضوع لا أن يحمل بعضهم بعضا ، وبهذا تبلغ غاية خشوع الظاهر .
وبقي خشوع الباطن ( سجود القلب )
، فلابد من مطابقة قلبك لخشوع جسدك ، وكما سجد الجسد فليسجد القلب في أثره ، فكن متذللا لعظمة ربك ، خاضعا لعزته ، منيبا إليه ، مستكينا ذلا وخضوعا وانكسارا .
ولما كان سجود القلب هو خضوعه التام لربه أمكنك استدامة هذا السجود إلي يوم القيامة ، كما قيل لبعض السلف :
* هل يسجد القلب ؟!
قال : أي . والله !!! سجدة لا يرفع رأسه منها حتي يلقي الله .
ولما كانت أحب العبادات الي الله الذل والافتقار ، وهي أوضح ما تكون أثناء السجود الذي من وظيفته ايضا القرب.
واستشعر في سجدة اخري لذة القرب من الرب الجليل ، ولن تقترب منه في وقت من الاوقات كوقت السجود ، لذا قال الله لنبيه صل الله عليه وسلم : { واسجد واقترب } العلق
وكلما طال سجودك طال موعد لقائك وفرصة قربك ولذة وصلك مع رب كريم ، ومن منا لا يخفق قلبه لقرب الحبيب ؟!
لعل هذا هو السر في الراحة القلبية العظيمة والسكينة الروحية العالية الي يجدها الساجد في سجوده ، ويحس بها اذا أطال فيه ، ويس ربسبب هذا القرب يستجيب الله علي الفور دعاء من يدعوه علي هذه الحال .
لعل هذا هو السر في الراحة القلبية العظيمة والسكينة الروحية العالية الي يجدها الساجد في سجوده ، ويحس بها اذا أطال فيه ، ويس ربسبب هذا القرب يستجيب الله علي الفور دعاء من يدعوه علي هذه الحال .
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا