>
جاري تحميل ... حب النبى

إعلان الرئيسية

المشاركات الشائعة

مقالات مهمة

إعلان في أعلي التدوينة

تفسير سورة البقرة الآية ( 40 - 43)


تفسير سورة البقرة، الآية: {40 - 43}


☀️{ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ اﺫﻛﺮﻭا ﻧﻌﻤﺘﻲ اﻟﺘﻲ ﺃﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ ﻭﺃﻭﻓﻮا ﺑﻌﻬﺪﻱ ﺃﻭﻑ ﺑﻌﻬﺪﻛﻢ ﻭﺇﻳﺎﻱ ﻓﺎﺭﻫﺒﻮﻥ * ﻭﺁﻣﻨﻮا ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻟﺖ ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﻤﺎ ﻣﻌﻜﻢ ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﺃﻭﻝ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﻪ ﻭﻻ ﺗﺸﺘﺮﻭا ﺑﺂﻳﺎﺗﻲ ﺛﻤﻨﺎ ﻗﻠﻴﻼ ﻭﺇﻳﺎﻱ ﻓﺎﺗﻘﻮﻥ * ﻭﻻ ﺗﻠﺒﺴﻮا اﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺗﻜﺘﻤﻮا اﻟﺤﻖ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﺗﻌﻠﻤﻮﻥ * ﻭﺃﻗﻴﻤﻮا اﻟﺼﻼﺓ ﻭﺁﺗﻮا اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭاﺭﻛﻌﻮا ﻣﻊ اﻟﺮاﻛﻌﻴﻦ} .

☄{ﻳﺎ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ} اﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺈﺳﺮاﺋﻴﻞ: ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺴﻼﻡ، ﻭاﻟﺨﻄﺎﺏ ﻣﻊ ﻓﺮﻕ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ، اﻟﺬﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻣﺎ ﺣﻮﻟﻬﺎ، ﻭﻳﺪﺧﻞ ﻓﻴﻬﻢ ﻣﻦ ﺃﺗﻰ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ، ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺄﻣﺮ ﻋﺎﻡ، ﻓﻘﺎﻝ: {اﺫﻛﺮﻭا ﻧﻌﻤﺘﻲ اﻟﺘﻲ ﺃﻧﻌﻤﺖ ﻋﻠﻴﻜﻢ} ﻭﻫﻮ ﻳﺸﻤﻞ ﺳﺎﺋﺮ اﻟﻨﻌﻢ اﻟﺘﻲ ﺳﻴﺬﻛﺮ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﺴﻮﺭﺓ ﺑﻌﻀﻬﺎ، ﻭاﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺬﻛﺮﻫﺎ ﺑﺎﻟﻘﻠﺐ اﻋﺘﺮاﻓﺎ، ﻭﺑﺎﻟﻠﺴﺎﻥ ﺛﻨﺎء، ﻭﺑﺎﻟﺠﻮاﺭﺡ ﺑﺎﺳﺘﻌﻤﺎﻟﻬﺎ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺤﺒﻪ ﻭﻳﺮﺿﻴﻪ.

{ﻭﺃﻭﻓﻮا ﺑﻌﻬﺪﻱ} ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻋﻬﺪﻩ ﺇﻟﻴﻬﻢ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ، ﻭﺑﺮﺳﻠﻪ ﻭﺇﻗﺎﻣﺔ ﺷﺮﻋﻪ.
{ﺃﻭﻑ ﺑﻌﻬﺪﻛﻢ} ﻭﻫﻮ اﻟﻤﺠﺎﺯاﺓ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ.
ﻭاﻟﻤﺮاﺩ ﺑﺬﻟﻚ: ﻣﺎ ﺫﻛﺮﻩ اﻟﻠﻪ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻭﻟﻘﺪ ﺃﺧﺬ اﻟﻠﻪ ﻣﻴﺜﺎﻕ ﺑﻨﻲ ﺇﺳﺮاﺋﻴﻞ ﻭﺑﻌﺜﻨﺎ ﻣﻨﻬﻢ اﺛﻨﻲ ﻋﺸﺮ ﻧﻘﻴﺒﺎ ﻭﻗﺎﻝ اﻟﻠﻪ ﺇﻧﻲ ﻣﻌﻜﻢ ﻟﺌﻦ ﺃﻗﻤﺘﻢ اﻟﺼﻼﺓ ﻭﺁﺗﻴﺘﻢ اﻟﺰﻛﺎﺓ ﻭﺁﻣﻨﺘﻢ ﺑﺮﺳﻠﻲ} ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻓﻘﺪ ﺿﻞ ﺳﻮاء اﻟﺴﺒﻴﻞ} .

ﺛﻢ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻟﺴﺒﺐ اﻟﺤﺎﻣﻞ ﻟﻬﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻮﻓﺎء ﺑﻌﻬﺪﻩ، ﻭﻫﻮ اﻟﺮﻫﺒﺔ ﻣﻨﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﺧﺸﻴﺘﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﻓﺈﻥ ﻣﻦ ﺧﺸﻴﻪ ﺃﻭﺟﺒﺖ ﻟﻪ ﺧﺸﻴﺘﻪ اﻣﺘﺜﺎﻝ ﺃﻣﺮﻩ ﻭاﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻬﻴﻪ.

ﺛﻢ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻷﻣﺮ اﻟﺨﺎﺹ، اﻟﺬﻱ ﻻ ﻳﺘﻢ ﺇﻳﻤﺎﻧﻬﻢ، ﻭﻻ ﻳﺼﺢ ﺇﻻ ﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: {ﻭﺁﻣﻨﻮا ﺑﻤﺎ ﺃﻧﺰﻟﺖ} ﻭﻫﻮ اﻟﻘﺮﺁﻥ اﻟﺬﻱ ﺃﻧﺰﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﺪﻩ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﻠﻰ اﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ، ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ، ﻭاﺗﺒﺎﻋﻪ، ﻭﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺫﻟﻚ، اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻤﻦ ﺃﻧﺰﻝ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﺫﻛﺮ اﻟﺪاﻋﻲ ﻹﻳﻤﺎﻧﻬﻢ ﺑﻪ، ﻓﻘﺎﻝ: {ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﻤﺎ ﻣﻌﻜﻢ} ﺃﻱ: ﻣﻮاﻓﻘﺎ ﻟﻪ ﻻ ﻣﺨﺎﻟﻔﺎ ﻭﻻ ﻣﻨﺎﻗﻀﺎ، ﻓﺈﺫا ﻛﺎﻥ ﻣﻮاﻓﻘﺎ ﻟﻤﺎ ﻣﻌﻜﻢ ﻣﻦ اﻟﻜﺘﺐ، ﻏﻴﺮ ﻣﺨﺎﻟﻒ ﻟﻬﺎ; ﻓﻼ ﻣﺎﻧﻊ ﻟﻜﻢ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ، ﻷﻧﻪ ﺟﺎء ﺑﻤﺎ ﺟﺎءﺕ ﺑﻪ اﻟﻤﺮﺳﻠﻮﻥ، ﻓﺄﻧﺘﻢ ﺃﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺁﻣﻦ ﺑﻪ ﻭﺻﺪﻕ ﺑﻪ، ﻟﻜﻮﻧﻜﻢ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﺘﺐ ﻭاﻟﻌﻠﻢ.

☄ ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﺈﻥ ﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻣﺼﺪﻗﺎ ﻟﻤﺎ ﻣﻌﻜﻢ} ﺇﺷﺎﺭﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻜﻢ ﺇﻥ ﻟﻢ ﺗﺆﻣﻨﻮا ﺑﻪ، ﻋﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻴﻜﻢ، ﺑﺘﻜﺬﻳﺐ ﻣﺎ ﻣﻌﻜﻢ، ﻷﻥ ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﻫﻮ اﻟﺬﻱ ﺟﺎء ﺑﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻭﻋﻴﺴﻰ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ ﻣﻦ اﻷﻧﺒﻴﺎء، ﻓﺘﻜﺬﻳﺒﻜﻢ ﻟﻪ ﺗﻜﺬﻳﺐ ﻟﻤﺎ ﻣﻌﻜﻢ.

ﻭﺃﻳﻀﺎ، ﻓﺈﻥ ﻓﻲ اﻟﻜﺘﺐ اﻟﺘﻲ ﺑﺄﻳﺪﻛﻢ، ﺻﻔﺔ ﻫﺬا اﻟﻨﺒﻲ اﻟﺬﻱ ﺟﺎء ﺑﻬﺬا اﻟﻘﺮﺁﻥ ﻭاﻟﺒﺸﺎﺭﺓ ﺑﻪ، ﻓﺈﻥ ﻟﻢ ﺗﺆﻣﻨﻮا ﺑﻪ، ﻛﺬﺑﺘﻢ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻜﻢ، ﻭﻣﻦ ﻛﺬﺏ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﺎ ﺃﻧﺰﻝ ﺇﻟﻴﻪ، ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺏ ﺑﺠﻤﻴﻌﻪ، ﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻛﻔﺮ ﺑﺮﺳﻮﻝ، ﻓﻘﺪ ﻛﺬﺏ اﻟﺮﺳﻞ ﺟﻤﻴﻌﻬﻢ.
ﻓﻠﻤﺎ ﺃﻣﺮﻫﻢ ﺑﺎﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ، ﻧﻬﺎﻫﻢ ﻭﺣﺬﺭﻫﻢ ﻣﻦ ﺿﺪﻩ ﻭﻫﻮ اﻟﻜﻔﺮ ﺑﻪ ﻓﻘﺎﻝ: {ﻭﻻ ﺗﻜﻮﻧﻮا ﺃﻭﻝ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﻪ} ﺃﻱ: ﺑﺎﻟﺮﺳﻮﻝ ﻭاﻟﻘﺮﺁﻥ.

ﻭﻓﻲ ﻗﻮﻟﻪ: {ﺃﻭﻝ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﻪ} ﺃﺑﻠﻎ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ: {ﻭﻻ ﺗﻜﻔﺮﻭا ﺑﻪ} ﻷﻧﻬﻢ ﺇﺫا ﻛﺎﻧﻮا ﺃﻭﻝ ﻛﺎﻓﺮ ﺑﻪ، ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻪ ﻣﺒﺎﺩﺭﺗﻬﻢ ﺇﻟﻰ اﻟﻜﻔﺮ ﺑﻪ، ﻋﻜﺲ ﻣﺎ ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻣﻨﻬﻢ، ﻭﺻﺎﺭ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺇﺛﻤﻬﻢ ﻭﺇﺛﻢ ﻣﻦ اﻗﺘﺪﻯ ﺑﻬﻢ ﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﻢ.

☄ﺛﻢ ﺫﻛﺮ اﻟﻤﺎﻧﻊ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻹﻳﻤﺎﻥ، ﻭﻫﻮ اﺧﺘﻴﺎﺭ اﻟﻌﺮﺽ اﻷﺩﻧﻰ ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻌﺎﺩﺓ اﻷﺑﺪﻳﺔ، ﻓﻘﺎﻝ: {ﻭﻻ ﺗﺸﺘﺮﻭا ﺑﺂﻳﺎﺗﻲ ﺛﻤﻨﺎ ﻗﻠﻴﻼ} ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻬﻢ ﻣﻦ اﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻭاﻟﻤﺂﻛﻞ، اﻟﺘﻲ ﻳﺘﻮﻫﻤﻮﻥ اﻧﻘﻄﺎﻋﻬﺎ، ﺇﻥ ﺁﻣﻨﻮا ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺭﺳﻮﻟﻪ، ﻓﺎﺷﺘﺮﻭﻫﺎ ﺑﺂﻳﺎﺕ اﻟﻠﻪ ﻭاﺳﺘﺤﺒﻮﻫﺎ، ﻭﺁﺛﺮﻭﻫﺎ.
{ﻭﺇﻳﺎﻱ} ﺃﻱ: ﻻ ﻏﻴﺮﻱ {ﻓﺎﺗﻘﻮﻥ} ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺇﺫا اﺗﻘﻴﺘﻢ اﻟﻠﻪ ﻭﺣﺪﻩ، ﺃﻭﺟﺒﺖ ﻟﻜﻢ ﺗﻘﻮاﻩ، ﺗﻘﺪﻳﻢ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺂﻳﺎﺗﻪ ﻋﻠﻰ اﻟﺜﻤﻦ اﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻛﻤﺎ ﺃﻧﻜﻢ ﺇﺫا اﺧﺘﺮﺗﻢ اﻟﺜﻤﻦ اﻟﻘﻠﻴﻞ، ﻓﻬﻮ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺣﻞ اﻟﺘﻘﻮﻯ ﻣﻦ ﻗﻠﻮﺑﻜﻢ.

ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: {ﻭﻻ ﺗﻠﺒﺴﻮا} ﺃﻱ: ﺗﺨﻠﻄﻮا {اﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ ﻭﺗﻜﺘﻤﻮا اﻟﺤﻖ} ﻓﻨﻬﺎﻫﻢ ﻋﻦ ﺷﻴﺌﻴﻦ، ﻋﻦ ﺧﻠﻂ اﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻛﺘﻤﺎﻥ اﻟﺤﻖ؛ ﻷﻥ اﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻜﺘﺐ ﻭاﻟﻌﻠﻢ، ﺗﻤﻴﻴﺰ اﻟﺤﻖ، ﻭﺇﻇﻬﺎﺭ اﻟﺤﻖ، ﻟﻴﻬﺘﺪﻱ ﺑﺬﻟﻚ اﻟﻤﻬﺘﺪﻭﻥ، ﻭﻳﺮﺟﻊ اﻟﻀﺎﻟﻮﻥ، ﻭﺗﻘﻮﻡ اﻟﺤﺠﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﺎﻧﺪﻳﻦ؛ ﻷﻥ اﻟﻠﻪ ﻓﺼﻞ ﺁﻳﺎﺗﻪ ﻭﺃﻭﺿﺢ ﺑﻴﻨﺎﺗﻪ، ﻟﻴﻤﻴﺰ اﻟﺤﻖ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻭﻟﺘﺴﺘﺒﻴﻦ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﻬﺘﺪﻳﻦ ﻣﻦ ﺳﺒﻴﻞ اﻟﻤﺠﺮﻣﻴﻦ، ﻓﻤﻦ ﻋﻤﻞ ﺑﻬﺬا ﻣﻦ ﺃﻫﻞ اﻟﻌﻠﻢ، ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺧﻠﻔﺎء اﻟﺮﺳﻞ ﻭﻫﺪاﺓ اﻷﻣﻢ.
ﻭﻣﻦ ﻟﺒﺲ اﻟﺤﻖ ﺑﺎﻟﺒﺎﻃﻞ، ﻓﻠﻢ ﻳﻤﻴﺰ ﻫﺬا ﻣﻦ ﻫﺬا، ﻣﻊ ﻋﻠﻤﻪ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻛﺘﻢ اﻟﺤﻖ اﻟﺬﻱ ﻳﻌﻠﻤﻪ، ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺈﻇﻬﺎﺭﻩ، ﻓﻬﻮ ﻣﻦ ﺩﻋﺎﺓ ﺟﻬﻨﻢ، ﻷﻥ اﻟﻨﺎﺱ ﻻ ﻳﻘﺘﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺃﻣﺮ ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺑﻐﻴﺮ ﻋﻠﻤﺎﺋﻬﻢ، ﻓﺎﺧﺘﺎﺭﻭا ﻷﻧﻔﺴﻜﻢ ﺇﺣﺪﻯ اﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ.
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: {ﻭﺃﻗﻴﻤﻮا اﻟﺼﻼﺓ} ﺃﻱ: ﻇﺎﻫﺮا ﻭﺑﺎﻃﻨﺎ {ﻭﺁﺗﻮا اﻟﺰﻛﺎﺓ} ﻣﺴﺘﺤﻘﻴﻬﺎ، {ﻭاﺭﻛﻌﻮا ﻣﻊ اﻟﺮاﻛﻌﻴﻦ} ﺃﻱ: ﺻﻠﻮا ﻣﻊ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ، ﻓﺈﻧﻜﻢ ﺇﺫا ﻓﻌﻠﺘﻢ ﺫﻟﻚ ﻣﻊ اﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﺮﺳﻞ اﻟﻠﻪ ﻭﺁﻳﺎﺕ اﻟﻠﻪ، ﻓﻘﺪ ﺟﻤﻌﺘﻢ ﺑﻴﻦ اﻷﻋﻤﺎﻝ اﻟﻈﺎﻫﺮﺓ ﻭاﻟﺒﺎﻃﻨﺔ، ﻭﺑﻴﻦ اﻹﺧﻼﺹ ﻟﻠﻤﻌﺒﻮﺩ، ﻭاﻹﺣﺴﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﻋﺒﻴﺪﻩ، ﻭﺑﻴﻦ اﻟﻌﺒﺎﺩاﺕ اﻟﻘﻠﺒﻴﺔ اﻟﺒﺪﻧﻴﺔ ﻭاﻟﻤﺎﻟﻴﺔ.

ﻭﻗﻮﻟﻪ: {ﻭاﺭﻛﻌﻮا ﻣﻊ اﻟﺮاﻛﻌﻴﻦ} ﺃﻱ: ﺻﻠﻮا ﻣﻊ اﻟﻤﺼﻠﻴﻦ، ﻓﻔﻴﻪ اﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﺠﻤﺎﻋﺔ ﻟﻠﺼﻼﺓ ﻭﻭﺟﻮﺑﻬﺎ، ﻭﻓﻴﻪ ﺃﻥ اﻟﺮﻛﻮﻉ ﺭﻛﻦ ﻣﻦ ﺃﺭﻛﺎﻥ اﻟﺼﻼﺓ ﻷﻧﻪ ﻋﺒﺮ ﻋﻦ اﻟﺼﻼﺓ ﺑﺎﻟﺮﻛﻮﻉ، ﻭاﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ اﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﺑﺠﺰﺋﻬﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﺮﺿﻴﺘﻪ ﻓﻴﻬﺎ. 

. .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

مدونة حب النبى هى مدونة اسلامية شاملة تتحدث عن شتى الموضوعات الاسلامية مثل الأسئلة الفقهية و الفتاوى والثقافة الاسلامية فى الموضوعات المعاصرة و قصص الصحابة و التابعين و سيرة النبى محمد عليه افضل الصلاة والسلام و تهدف الى نشر القيم النبيلة و الاخلاق الحمديدة فى مجتمعنا العربى,