>
جاري تحميل ... حب النبى

إعلان الرئيسية

المشاركات الشائعة

مقالات مهمة

إعلان في أعلي التدوينة

اعتقاد السلف في ( توحيد الاسماء والصفات )

***   اعتقاد السلف***
في توحيد الأسماء والصفات

الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَكْمَلَ لَنَا الدِّينَ، وأَتَمَّ عَلَيْنَا النِّعْمَة، وجَعَلَ أُمَّتَنَا خَيْرَ أُمَّةٍ، وبَعَثَ فِينَا رُسَولاً مِنَّا يَتْلُوَ عَلْيَنا آيَاتِهِ، ويُزَكِّينَا، ويُعَلِّمُنَا الكِتَابَ والحِكْمَةَ؛ نَحْمَدُهُ تَعَالَى عَلَى نِعَمَهِ المُتَتَالية الوَافِرَةِ الجَمَّةِ.
أَمَّا بَعْدُ،
فَهَذَا جُزْءٌ لَطِيفٌ شَرِيفٌ في أَصْلٍ مِنْ أُصُولِ السَّلَفِ الصَّالِح، وَهُوَ تَوْحِيدُ صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى

وكَيْفَ أَنَّهُم تَلَقَّوْا أَخْبَارَهَا، واثَبْتُوا مَا جَاءَ فِيهَا بدُونِ تَحْرِيفٍ ولا تَعْطِيلٍ، وبدُونِ تَمْثِيلٍ ولا تَشْبِيهٍ، وبدُونِ تَكْيِّيفٍ ولا تَأْوِيلٍ.

قال تعالى ((ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (10) فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)).[الشورى: 10 و11].

ولا رَيْبَ أَنَّ العِلْمَ باللهِ تَعَالَى وبأَسْمَائِهِ وصِفَاتِهِ، وأَفْعَالهِ أجَلُّ العُلُومِ وأَفْضَلُهَا وأَشْرَفُهَا،وأَنَّ العِلْمَ بهِ سُبْحَانَهُ هُوَ أَصْلُ كُلِّ عِلْمٍ، وَهُوَ أَصْلُ عِلْمِ العَبْدِ بسَعَادَتِهِ وكَمَالِهِ، ومَصَالِحِ دِنْيَاهُ وآخِرَتِهِ
والجَهْلُ بهِ مُسْتَلْزمٌ للجَهْلِ بنَفْسِهِ، ومَصَالحِهَا، وكَمَالِهَا، وَمَا تَزْكُو بِهِ، وتُفْلحُ بهِ
فالعِلْمُ بهِ سُبْحَانَهُ عِنْوَانُ سَعَادةِ العَبْدِ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، والجَهْلُ بهِ أَصْلُ شَقَاوَتهِ في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، وَمَنْ عَرَفَ اللهَ عَرَفَ مَا سِوَاهُ، وَمَنْ جَهَلَ رَبَّه فَهُوَ لِمَا سِوَاهُ أَجْهَلُ،

قَالَ اللهُ تَعَالَى: ((وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ)) [الحشر: 9]،
وقَدْ دَلَّتْ هَذِهِ الآيةُ عَلَى مَعْنًى شَرِيفٍ عَظِيمٍ، وَهُوَ أَنَّ مَنْ نَسِيَ ربَّهُ أَنْسَاهُ ذَاتَهُ ونَفْسَهُ فَلَمْ يَعْرِفْ حَقِيقَتَهُ ولا مَصَالِحَهُ، بَلْ نَسِيَ مَا بِهِ صَلاَحُهُ وفَلاَحُهُ في مَعَاشِهِ ومَعَادِهِ؛ فَصَار مُعَطَّلاً مُهْمَلاً بمَنْزِلَةِ الأَنْعَامِ السَّائِمةِ

ولِهَذَا فَإِنَّ العِنَايَةَ بفَهْمِ هَذَا العِلْمِ وضَبْطِهِ، وعَدَمِ الغَلَطَ فِيهِ أَمْرٌ مُتَأَكّدٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِم،

وَقَدْ كَانَ أَئِمَّةُ المُسْلِمِينَ، الصَّحَابةِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بإحْسَانٍ عَلَى نَهْجٍ وَاحِدٍ في هَذَا العِلْمِ وعَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ، لَيْسَ بَيْنَهُمْ في ذَلِكَ نِزَاعٌ ولاَ خِلاَفٌ
بَلْ كُلُّهُم بحَمْدِ اللهِ عَلَى إِثْبَاتِ مَا نَطَقَ بِهِ الكِتَابُ والسُّنَّةُ كَلِمَةً وَاحِدَةً، مِنْ أَوَّلهِمْ إِلَى آخِرهِمْ،
فَهُمْ بحَقٍّ الأَئِمَّةُ العُدُولُ والشُّهُود الأَثْبَات، ولا يَزَالُ بحَمْدِ اللهِ في كُلِّ زَمَانٍ بَقَايَا مِنْهُم:  يَدْعُونَ مَنْ ضَلَّ إِلَى الهُدَى، ويَصْبرُونَ مِنْهُمْ عَلَى الأَذَى، يُحْيُونَ بكِتَابِ اللهِ المَوْتَى، ويُبَصِّرُونَ بنُورِ اللهِ أَهْلَ العَمَى، فَكَمْ مِنْ قَتِيلٍ لإبْلِيسَ قَدْ أَحْيَوهُ، وَكَمْ مِنْ ضَالٍ تَائهٍ قَدْ هَدَوْهُ، فَمَا أَحْسَنَ أَثَرَهُمْ عَلَى النَّاسِ، وأَقْبَحَ أَثَر النَّاسِ عَلَيْهِمْ، يَنْفُونَ عَنْ كِتَابِ اللهِ تَحْرِيفِ الغَالِينَ، وانْتِحَالَ المُبْطَلِينَ، وتَأْوِيلَ الجَاهلِينَ، الَّذِينَ عَقَدُوا أَلْوِيَةِ البِدْعَةِ، وأَطْلَقُوا عِنَانَ الفِتْنَةِ، فَهُمْ مُخْتلِفُونَ في الكِتَابِ، مُخَالِفُونَ للكِتَابِ، مُجْمِعُونَ عَلَى مُفَارقَةِ الكِتَابِ، يَقُولُونَ عَلَى اللهِ، وَفِي اللهِ، وَفِي كِتَابِ اللهِ بغَيْرِ عِلْمٍ يَتَكلَّمُونَ بالمُتَشَابهِ مِنَ الكَلاَمِ، ويَخْدَعُونَ جُهَّالَ النَّاسِ بِمَا يُشَبِّهُونَ عَليْهِمْ، فنَعُوذُ باللهِ مِنْ فِتَنِ المُضِلِّينَ.

لأنَّ هَؤُلاَءِ الأُئِمَّةِ قَدْ مَضَوْا في مُعْتقدِهْم عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ ﷺ وصَحَابتُهُ مِنْ بَعْدهِ، فَهُمْ بنَبيِّهِمْ مُحَمَّدٍ ﷺ مُقْتدُونَ، وعَلَى مِنْهاجهِ سَالِكُونَ، ولطَرِيقتهِ مُقْتَفُونَ، وَعَنِ الأَهْوَاءِ والبِدَعِ المُضَلّة مُعْرِضُونَ، وعَلَى الصِّرَاطِ المُسْتقِيمِ والمَحَجّةِ البَيْضَاءِ سَائِرُونَ، يُوصِي بذَلِكَ أَوَّلُهُمْ آخِرَهُمْ، ويَقْتدِي اللاَّحِقُ بالسَّابقِ.

ولهَذَا لَوْ طَالعْتَ جَمِيعَ كُتبهِمْ المُصَنّفةِ مِنْ أَوِّلهِمْ إِلَى آخِرهِمْ، مع قَدِيمهِمْ وحَدِيثهِمْ مَعَ اخْتِلاَفِ بُلْدانِهِمْ وزَمَانهِمْ، وتَبَاعد مَا بَيْنهُمْ في الدِّيَار، وسُكُون كُلّ وَاحدٍ مِنْهُم قِطْراً مِنَ الأَقْطَار؛ وَجَدْتَهُم في بَيَانِ الاعْتِقَادِ عَلَى وَتِيرَةٍ وَاحِدِةٍ ونَمْطٍ وَاحِدٍ، يُجرونَ فِيهِ عَلَى طَرِيقَةٍ وَاحِدَةٍ، لا يُحِيدُونَ عَنْهَا، ولا يَمِيلونَ فِيهَا، قَوْلهُمْ في ذَلِكَ وَاحِدٌ، ونَقْلهُمْ وَاحِد، لا تَرَى بَيْنَهُم اخْتِلاَفاً، ولا تَفرُّقاً في شَيْءٍ مَا وإنْ قلّ، بَلْ لَوْ جَمَعْتَ جَمِيعَ مَا جَرَى عَلَى أَلْسِنَتهِمْ، ونَقلُوهُ عَنْ سَلفهِمْ وَجَدْتهُ كَأنّهُ جَاءَ مِنْ قَلْبٍ وَاحِدٍ، وجَرَى عَلَى لِسَانٍ وَاحِدٍ.

والسَّبَبُ في ذَلِكَ هُوَ لُزُومُ الجَمِيعَ سُنَّةِ النَّبِيِّ ﷺ، وبُعْدُهمْ عَنِ الأَهْوَاءِ والبِدَعِ
🔘فَهُمْ كَمَا قَالَ الإمَامُ الأَوْزَاعِيُّ : (نَدُورُ مَعَ السُّنَّةِ حَيْثُ دَارَتْ).
أثرٌ حسنٌ.
أَخْرَجَهُ اللاَّلَكَائِيُّ في «الاعْتِقَادِ» (ج1 ص64)، وابنُ عَدِيّ في «الكَامِلِ» (ج1 ص88)، وابنُ عَسَاكر في «تَارِيخ دِمَشْق» (ج35 ص200).

▪وهَؤُلاَءِ الأَئِمَّةُ لَمْ يَكُفّوا عَنِ الخَوْضِ فِيمَا خَاضَ فِيهِ مَنْ سِوَاهُمْ لعَجْزٍ مِنْهُمْ عَنْ ذَلِكَ، أَوْ لضَعْفٍ وعَدَمِ قُدْرَةٍ، بَلْ الأَمْرُ أَنَّ السَّلَفَ عَلَى عِلَمٍ وَقَفُوا، وببَصَرٍ نَافِذٍ كَفّوا، وكَانُوا هُمْ أَقْوَى عَلَى البَحْثِ وَلَمْ يَبْحَثُوا، وَمَنْ كَانَ عَلَى نَهْجِ هَؤُلاَءِ فَهُوَ في طَرِيقٍ آمِنَةٍ، وسَبِيلٍ سَالِمَةٍ.

▪وَهَذَا الأَصْلُ كَذَلِكَ لأَهْلِ السُّنَّةِ والجَمَاعَةِ في إِثْبَاتِ صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى في الكِتَابِ والسُّنَّةِ والآثَارِ.

يتبع الأدلة والآثار على ذلك،،،،
مختصراً من كتاب ((مِنَحُ الإِلَه فِي أَنَّ اعْتِقَادَ السَّلَفِ هُوَ إِمْرَارُ ظَاهِرِ نُصُوصِ صِفَاتِ اللهِ تَعَالَى))

. .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

اكتب تعليقك هنا

إعلان في أسفل التدوينة

إتصل بنا

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

مدونة حب النبى هى مدونة اسلامية شاملة تتحدث عن شتى الموضوعات الاسلامية مثل الأسئلة الفقهية و الفتاوى والثقافة الاسلامية فى الموضوعات المعاصرة و قصص الصحابة و التابعين و سيرة النبى محمد عليه افضل الصلاة والسلام و تهدف الى نشر القيم النبيلة و الاخلاق الحمديدة فى مجتمعنا العربى,