ثقافة اسلامية
البواعث التي ترفع الهمم وتحمل الناس علي العمل ، ومنها مضاعفة الحسنات دون السيئات
البواعث التي ترفع الهمم وتحمل الناس علي العمل :
يجب علي الانسان ان يعرف حق الله تبارك وتعالي عليه ، وان يقوم بواجب الطاعة والعبودية لربه عز وجل ، والا يغفل عن الوظيفة التي خلق لها وهي التي حددها القرآن تحديدا دقيقا وواضحا إذ يقول : { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون } .
ولا عذر للإنسان بعد تمام البلاغ وإتمام البيان
ولو ان الله عز وجل - إذ امر عباده بما أمرهم به - خبأ عنهم ثواب استجاباتهم وعقاب إعراضهم ثم فوجئوا يوم القيامة بأنهم محاسبون علي أعمالهم مجزيون بالإحسان وبالاساءة نيرانا ما كان ظالما لهم ولا باخسا حقا من حقوقهم ......
ولكن الله عز وجل بمقتضي حكمته وبمحض رحمته وفضله - فتح لعباده كتاب الدار الآخرة فاطلعوا فيه علي احداث هذا اليوم وأشرفوا منه علي مواقفه ، وبسط لهم الترغيب والترهيب وصرف لهم من الوعد والوعيد ، فإذا البعث والنشور والحشر والموقف والحساب والميزان والكتب والصراط والجنة والنار كلها مشاهد حاضرة في ضمير المؤمن حية في وجدانه تحمله علي الطاعة حملا وتدفعه عن المعصية دفعا
فهذه - بلا شك - وسيلة عظمي من وسائل حمل الانسان علي الطاعة وإعانته علي نفسه وغرس التقوي في قلبه والتذكر في وجدانه قال قال تعالي :
{ وكذلك أنزلناه قرآنا عربيا وصرفنا فيه من الوعيد لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا } .
مازلنا نتكلم عن البواعث التي ترفع الهمم وتحمل الناس علي العمل :
ومنها مضاعفة الحسنات علي السيئات :
ومنها مضاعفة الحسنات علي السيئات :
بالحسنات والسيئات يوزن الناس عند الله يوم القيامة
وبهما يفرق بين السعداء والاشقياء
ولقد وكل الله بكل إنسان ملكين من الكرام الكاتبين ، فهما يكتبان بلا ملل ، ويحصيان بلا فتور ، ويرصدان كل حركة وسكنة ، ويسجلان مثاقيل الذر من الخير والشر ، حتي إذا كان يوم القيامة اخرج لكل إنسان كتابه الجامع لحسناته وسيئاته .
{ إذ يتلقي المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد
{ فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره } .
إلا ان الله تعالي - برحمته وحكمته وكمال حلمه وعفوه - يتعامل مع السيئات بعدله ويتعامل مع الحسنات بفضله . فجزاء السيئة بمثلها بلا زيادة واما الحسنة فهي تضاعف الي عشر أمثالها الي سبعمائة ضعف إلي أضعاف كثيرة وخير كثير ورزق بغير حساب .
هذا هو الاصل الذي يقرره القرآن :
قال تعالي :{ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها وهم لا يظلمون} .
هذا هو الاصل الذي يقرره القرآن :
قال تعالي :{ من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي إلا مثلها وهم لا يظلمون} .
وقال تعالي : { من جاء بالحسنة فله خير منها ومن جاء بالسيئة فلا يجزي الذين عملوا السيئات إلا ما كانوا يعملون }
وقال :{ من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون * ومن جاء بالسيئة فكبت وجوههم في النار هل تجزون إلا ما كنتم تعملون }
وقال :{ من عمل سيئة فلا يجزي إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثي وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب } .
والسنة ايضا تؤكد هذا المعني وتفصله تفصيلا :
فلا تكون الحسنة بمثلها إلا إذا حصرت في دائرة الهم والعزم والنية الصادقة بمانع خارج عن ارادة الانسان
أما إذا قدر لها الخروج من هذه الدائرة الي حيز العمل والتنفيذ فلابد أن تضاعف ، إما الي عشر حسنات وإما الي سبعمائة ضعف وإما الي أضعاف أكثر من ذلك . وهذا التفاوت بحسب النية وشرف العمل ومدي تحقق المصلحة منه ومدي حاجة الأمة إليه .
فلا تكون الحسنة بمثلها إلا إذا حصرت في دائرة الهم والعزم والنية الصادقة بمانع خارج عن ارادة الانسان
أما إذا قدر لها الخروج من هذه الدائرة الي حيز العمل والتنفيذ فلابد أن تضاعف ، إما الي عشر حسنات وإما الي سبعمائة ضعف وإما الي أضعاف أكثر من ذلك . وهذا التفاوت بحسب النية وشرف العمل ومدي تحقق المصلحة منه ومدي حاجة الأمة إليه .
أما السيئة فلا تكتب إلا سيئة واحدة ، علي اختلاف بين الكبيرة والصغيرة ، ولا تكتب مطلقا إلا إذا وقعت بالفعل ، أما اذا حبست في حيز الهم والعزم ثم رجع عنها صاحبها بإرادته وقصده كتبت حسنة كاملة
وهذا هو المعني الموجز للحديث المتفق عليه والذي رواه البخاري ومسلم بحروف واحدة .
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن الرسول صل الله عليه وسلم :". إن الله كتب الحسنات والسيئات ، ثم بين ذلك . فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده عشر حسنات الي سبعمائة ضعف الي اضعاف كثيرة .
وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة
وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة ، وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة
".هذا هو الاصل في الحسنات والسيئات ، ولا يشذ عن هذا الاصل إلا حالات نادرة في أطر ضيقة ولأسباب تتعلق بها :
فقد تضاعفت السيئة لشرف المكان الذي ارتكبت فيه و لشرف الزمان الذي فعلت فيه و لشرف الفاعل واقتداء الناس به كمن سرق في الحرم ، او زني في نهار رمضان ، او كان إماما يقتدي به فأكل الربا أو اخذ رشوة .
فمضاعفة السيئة في مثل هذه الحالات ليس لذاتها وإنما السبب ما تلبس بها او تعلق بها .
اما الاصل فإنه لا تضاعف ، والمضاعفة للحسنات
إن هذا لهو فضل الله تعالي
وإنها لرحمة الله الواسعة
إن هذا لهو فضل الله تعالي
وإنها لرحمة الله الواسعة
{ ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون } .
.
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
اكتب تعليقك هنا